وأوضح الموقع أن بعض هذه الطلعات، التي تنطلق من قاعدة بريطانية في قبرص، جرت قرب مخيم النصيرات قبل وأثناء المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وكذلك خلال الأسبوعين اللذين سبقا مجزرة أخرى في يونيو/حزيران العام الماضي.
وجدد التقرير اتهام لندن بالتورط في جرائم الإبادة ودعم الكيان الصهيوني في حربه على غزة، مشيراً إلى تحليق طائرات استطلاع من القاعدة البريطانية بقبرص فوق مخيم النصيرات ليلة واحدة فقط قبل المجزرة التي أسفرت عن استشهاد 30 فلسطينياً في 12 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
فقد حلّقت طائرتان في ذلك الوقت، إحداهما أميركية تابعة لشركة "ستريت فلايت نيفادا" من طراز **Beechcraft Super King Air 350** وغادرت القاعدة البريطانية قبل القصف، وحامت لمدة 20 دقيقة، فيما كانت الأخرى بريطانية من طراز **Shadow R1**، أقلعت عصر يوم القصف، وبالتزامن معه تمركزت قبالة سواحل غزة نحو نصف ساعة، قبل أن تواصل التحليق قرب القطاع بعد أقل من ساعة من انتهاء القصف.
ولم تكشف السلطات البريطانية طبيعة المعلومات التي تبادلتها مع الاحتلال في ذلك اليوم أو غيره، مكتفية بالقول إن هذه الطلعات تدخل في إطار البحث عن الأسرى الإسرائيليين.
ووفق تحليل منظمة "العمل ضد العنف المسلح" في لندن، نفذت بريطانيا منذ بدء العدوان أكثر من 600 طلعة استطلاعية فوق غزة. ولم تكن مجزرة النصيرات في ديسمبر الماضي الوحيدة التي سبقتها أنشطة تجسس بريطانية، إذ سبق أن نفذت طائرات بريطانية 24 طلعة فوق غزة أو بالقرب منها خلال الأسبوعين السابقين لمجزرة 8 يونيو/حزيران 2024، التي ارتكبها الاحتلال بزعم تحرير أربعة أسرى، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 270 فلسطينياً.
كما كشفت صحيفة *تايمز* البريطانية الأسبوع الماضي استمرار الطلعات التجسسية البريطانية فوق القطاع لمساندة الاحتلال في البحث عن الأسرى، مؤكدة أن المعلومات التي يجمعها سلاح الجو الملكي البريطاني وغيره من الأجهزة البريطانية تُسلّم مباشرة لجيش الاحتلال.
الحكومة البريطانية لم تنكر هذه الأنشطة، بل أكدت في وقت سابق دعمها عمليات "الإنقاذ"، وإرسال رحلات مراقبة فوق شرق المتوسط تشمل المجال الجوي لفلسطين المحتلة وقطاع غزة.
ورغم هذا التعاون العسكري والاستخباري، شهدت العلاقات السياسية بين بريطانيا والكيان الصهيوني توتراً، بعد أن فرضت حكومة حزب العمال عقوبات على وزراء إسرائيليين من اليمين المتطرف، وأعلنت نيتها الاعتراف بدولة فلسطين إذا لم تتحسن الأوضاع في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي وغربي، تنفيذ جريمة إبادة جماعية بحق سكان قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير الممنهج والتهجير القسري، في تحدٍ صارخ لكل النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وقد أسفرت هذه الجرائم عن استشهاد 61,599 فلسطينياً، وإصابة 154,088 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9,000 مفقود، ومئات آلاف النازحين، فيما أودت المجاعة بحياة 222 شخصاً، بينهم 101 طفل.