أنظروا..
هناك دولة خزنت سرًا مئات الرؤوس النووية، ولم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي، وهي تنصلت من أي رقابة دولية... واليوم أصبحت نفس هذه الدولة تثير الضجيج بشأن من له الحق في امتلاك أسلحة نووية ومن لا يحق له ذلك!.
الموظف السابق في مركز ديمونا للأبحاث النووية مُردخاي فعنونو، بعد تسع سنوات من العمل في قلب البرنامج النووي الإسرائيلي، صوّر سرا مقطعين للمنشأة.
أظهرت تلك الصور أن إسرائيل لم تمتلك مواد مشعة لصنع القنابل فحسب، بل كان لديها أيضًا مختبرات نشطة لصنع القنابل.
في عام 1986، نشرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية مقالًا كشف عمليًا عن سر قديم: ربما خزنت إسرائيل ما يصل إلى 200 رأس نووي.
والمثير للاهتمام أن إسرائيل ليست من أعضاء معاهدة حظر الانتشار النووي حتى.
ما هي معاهدة حظر الانتشار النووي؟
إنها معاهدة تعتبر على الورق جميع الدول متساوية في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وتعد بتبادل التكنولوجيا والمعلومات "دون تمييز".
ولكن ماذا تجسد في الواقع؟
إيران العضوة في معاهدة حظر الانتشار النووي تخضع لأشد عمليات التفتيش صرامة.
أما إسرائيل التي لم توقع على هذه المعاهدة، فهي غير خاضعة للعقوبات، ليس هذا فحسب بل إنها تستفيد أيضًا من المساعدات العسكرية والعلمية الأمريكية.
لذا يبدو أن الواقع مبتلى بالتمييز! بالطبع، لا تقتصر التناقضات على هذا.
فالولايات المتحدة توقع اتفاقية رسمية للتعاون النووي مع الهند تضمن الوقود، بل وتسمح حتى بأنشطة نووية حساسة علما أن الهند ليست عضوا في معاهدة حظر الانتشار النووي.
لكن الولايات المتحدة نفسها تمارس أقصى درجات الضغط وتهدد بشن هجوم على إيران أو كوريا الشمالية بذريعة منع انتشار الأسلحة النووية.
منذ عهد جون كينيدي وحتى اليوم، لم يتحدَّ أي رئيس أمريكي البرنامج النووي الإسرائيلي بجدية.
كما أن التجربة النووية غير القانونية التي أجرتها إسرائيل عام ١٩٧٩، والتي كان ينبغي أن تُعاقب بموجب قانون "غلين" (Glenn Law)، تم تجاهلها تمامًا.
بل يُقال إن هناك بيان سري في واشنطن يمنع أي مسؤول أمريكي من التأكيد رسميًا على وجود أسلحة نووية في إسرائيل.
سؤالنا بسيط:
إذا كان القانون ينطبق فقط على المستقلين، فهل يُسمى هذا "نظامًا عالميًا" أم "ناديًا حصريًا للقوى"؟.
عندما تكون إسرائيل كواحدة من أكثر الأنظمة وحشية في التاريخ، تمتلكك مئات القنابل دون أن يتحدث عنها أحد.
إذن حان الوقت للقول بأن هذه اللعبة المتعلقة بمعاهدة منع الانتشار النووي والوكالة الدولية للطاقة الذرية وغيرها.. ليست من أجل أمن العالم... بل من أجل أمن المتنمرين!.
ما رأيكم؟.