وفي حديثه في اجتماع "جمعية آسيا" في نيويورك التي وصلها الاربعاء، وردا على سؤال بشأن ان الاميركان قالوا انهم سيواصلون الحظر الى ان تتصرف ايران كدولة عادية، صرح محمد جواد ظريف: ان اميركا هي التي تبدي تصرفات غير عادية من خلال خروجها من مختلف الاتفاقيات.
وأضاف: ان هذه ليست المرة الاولى التي تخرج فيها اميركا من اتفاق دولي، فقد خرجت اميركا كذلك من معاهدة INF واتفاقية المناخ، في حين ان الكونغرس الاميركي كان قد صادق على هذه المعاهدات والاتفاقيات، اذن ليس من الصحيح القول، بما ان الكونغرس لم يصادق على الاتفاق النووي كان بامكان ترامب الانسحاب منه.
وأشار ظريف الى انه كانت هناك دول لها مصالح متعارضة، وان الاتفاق النووي هو افضل اتفاق كان بإمكان هذه الاطراف التوصل اليه.
وتابع: هذه هي المرة الاولى يقوم فيها احد الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي، بانتهاك قرار مصادق عليه في مجلس الامن بشكل سافر، ثم يطلب من سائر دول العالم ان تنتهكه، بل ويحدد مهلة كذلك بأنه سيعاقبها اذا لم تفعل. وفي هذه المرحلة فليس على ايران ان تتخذ القرار، بل على سائر اعضاء المجتمع الدولي ان يتخذوا القرار؛ هل يريدون ان يحصثل ذلك، ام انهم يرغبون بوقف هذه الوتيرة.
وأوضح: كلنا نعلم ان اميركا هي قوة اقتصادية كبرى، فهي لديها سوق كبرى ولا يرغب أي احد بفقدان هذه السوق. ولكن على الادارة الاميركية ان تدرك بأن الآخرين اذا كانوا يتبعونها، فهذا بسبب انهم لا خيار آخر لديهم. فهذه هي سياسة العصا والجزرة التي تنتهجها اميركا، هل من المقرر ان تستمر هذه السياسة؟ وهل ستبقى هذه الوتيرة ثابتة؟ هذا هو السؤال الذي يجب على جميع من يرغب بإرساء الاستقرار الدولي على المدى البعيد، ان يطرحوه على أنفسهم.
ولفت ظريف الى ان ترامب يقول أنه يريد اتفاقا افضل، وما لم يتمكن من فرض ما يريده، فإنه لن يصل اليه.. أميركا هي من غادرت طاولة المفاوضات.
وبشأن احتمال انضمام ايران الى معاهدة فاتف FATF، اكد ظريف رغم انني أؤيد الانضمام الى سائر الاتفاقيات الدولية، ولكن من الصعب علي ان اجيب على هذا السؤال، انه لماذا ندخل الى اتفاقيات جديدة، في حين لم نحصل على اي فائدة من الاتفاقات السابقة؟
وصرح: ان ترامب يتصور انه من خلال ممارسة سياسة الحد الاقصى من الضغوط، يمكنه ان يركع ايران، ولكنه مخطئ.. انه يتصور اننا بسبب الضغوط سنتخى عن شأننا ومكانتنا، ولكن ذلك لن يحصل.. انه يتصور انه يمكنه اعادتنا الى التفاوض بالبلطجة.
وحذر ظريف من مخطط يعده فريق اميركي، يريد من خلال جر ايران الى القيام برد فعل، أن يمهد لكارثة كبرى في المنطقة.