قالت رئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني خلال اجتماعها مع دونالد ترامب: "يتعين علينا أن نجعل الغرب عظيما مرة أخرى!".
لكن السؤال البسيط هو:
ما هي فترة "العظمة الغربية" التي تقصدها؟.
تريد إعادة بناء أي مكان؟ هل تقصد فترة مثل الهيمنة البلجيكية على الكونغو؟
حيث مات الملايين من السكان الأصليين نتيجة السياسات الاستعمارية القاسية، واستُهلِكت مواردُهم الطبيعية لبناء القوة الأوروبية.
أو ربما تقصد فترة الاستعمار البريطاني في الهند؟.
عندما تم تصدير المحاصيل الغذائية من الهند لتلبية احتياجات سوق لندن في خضم المجاعة في الهند، حيث أصبح الملايين من الناس بلا مأوى داخل بلادهم.
هل تقصد الجزائر؟
حيث حكمت فرنسا في هذه المنطقة لعقود من الزمن، تاركة وراءها تداعيات خطيرة على المستوى الااجتماعي والنفسي، وحتى البيئي ، بما في ذلك التجارب التي لا يزال الحديث عنها جارياً حتى اليوم.
أو على سبيل المثال تقصد جنوب أفريقيا؟
حيث تم تسجيل أولى النماذج البارزة للعنف الجماعي في العصر الحديث، ويُذكر اليوم بوضوح في المصادر التاريخية الرسمية.
وبالمناسبة، لا ننسى إندونيسيا؛
البلد الذي ترك فيه الاستعمار الهولندي وراءه هياكل اقتصادية وسياسية غريبة، ولا تزال عواقبها محسوسة حتى الآن.
وبالطبع، تجربة الوجود العسكري الإيطالي في ليبيا؛ والتي نقشت ذكرى مريرة في الذاكرة التاريخية للشعب الليبي عبر إنشاء المعسكرات وإجلاء السكان بالقوة.
وأخيرا، الولايات المتحدة:
الدولة التي عاشت تجارب مثيرة للجدل خلال نشأتها وتوسعها، بدءاً من التعامل مع اللسكان الأصليين وصولاً إلى التدخل الأجنبي في أمريكا اللاتينية إلى غرب آسيا.
اليوم عندما يتحدث بعض القيادات عن "عظمة الغرب"، فيجدر بأن نلقي أولاً نظرة عامة سريعة على "السجل التاريخي" لهذه العظمة! ربما حان الوقت للتوصل إلى تعريف جديد للعظمة:
"العظمة هي التي لا تعتمد على الهيمنة والاستحواذ، بل على الاحترام والتعويض والتعاون الحقيقي."