هل التفاوض مفيد دائما؟
هذه هي الجملة التي سمعناها مرارا وتكرارا.
ولكن لماذا كان رد إيران سلبيا هذه المرة عندما تعلق الأمر بالتفاوض مع الولايات المتحدة؟.
هل إيران تعارض الدبلوماسية؟ أم أن هناك تجربة وراء هذا القرار جعلت طهران لا تجلس على طاولة المفاوضات مع واشنطن؟.
تجري إيران مفاوضات مع عشرات الدول حول العالم؛ من الشرق إلى الغرب. ولكن هذه المرة هناك استثناء واحد فقط وهو أمريكا.
ولكن ما السبب؟
يكمن جواب هذا السؤال في تجربة إيران في المفاوضات مع الولايات المتحدة.
من عام 2013 إلى عام 2015، جلست إيران ومجموعة 5+1، بما فيها الولايات المتحدة، على طاولة المفاوضات لمدة عامين. خلالها قدمت إيران تنازلات كبيرة، وفي نهاية المطاف تم التوقيع على الاتفاقية النووية.
ما هو هدف هذه الاتفاقية؟
الهدف هو رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
ولكن ماذا كانت النتيجة؟.
لم يتم رفع العقوبات فحسب، بل انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق وفرضت المزيد من الضغوط الاقتصادية على إيران. وأظهرت واشنطن أنها لا تلتزم حتى بالاتفاق الذي وقعته.
لقد أدى هذا الحادث بطهران إلى استنتاج واحد:
وهو أن التفاوض مع الولايات المتحدة لن يكون له أي تأثير في حل مشاكل إيران. فلم يتم حل المشاكل الاقتصادية فحسب، بل فرض المزيد من العقوبات الجديدة والضغوط على الشعب.
تعتقد إيران أن الحل الوحيد لمشاكلها هو الاعتماد على القوة الداخلية والاستقلال الاقتصادي. وهي السياسة التي دعا إليها قائد الثورة الإسلامية لإيران لسنوات، وعليه فقد شهد العديد من الصناعات الاستراتيجية في إيران، تطورا لافتا مثل إنتاج الطائرات المسيرة وتوسيع نشاطات الطاقة النووية.
إذن السؤال هو:
لماذا يجب على إيران العودة إلى المفاوضات التي أصبحت نتائجها معروفة بالفعل؟.
ماذا تعتقد؟.
هل تكفي التجارب السابقة للقول بأن التفاوض مع أميركا لا جدوى منه؟.
شاركنا برأيك.