وكتب معهد واتسون للشؤون العامة والدولية، بناءً على تقديرات جامعة براون، في تقرير له: إن جزءًا كبيرًا من تكاليف الإبادة الجماعية للفلسطينيين على يد الصهاينة يتم تمويله من قبل الولايات المتحدة.
إن أمريكا كانت دائما داعما رئيسيا لإسرائيل كحليف استراتيجي في أي موقف، وقدمت أكبر قدر من المساعدات السياسية والعسكرية والعسكرية للكيان الصهيوني واستنادا إلى الإحصائيات المتاحة، فقد وصلت حجم المساعدات الأمريكية لإسرائيل خلال عمر هذا الكيان المزيف إلى أكثر من 310 مليارات دولار.
وتزايدت هذه المساعدات بشكل خاص خلال الحروب والأزمات المختلفة التي قامت بها الولايات المتحدة، إذ خلال العام الماضي ومنذ بداية حرب غزة، ساعدت الولايات المتحدة إسرائيل عبر إرسال أسلحة ومساعدات عسكرية مختلفة.
وفي الواقع، لعبت حكومة الرئيس الأميركي جو بايدن الدور الرئيسي في توفير الأسلحة لإسرائيل منذ بداية حرب غزة، وأظهر تقرير جديد لمعهد "واتسون" الأميركي، أنه منذ بداية حرب الكيان الصهيوني في غزة، منحت الولايات المتحدة أكثر من 22 مليار دولار مساعدات عسكرية لهذا الكيان، تراوحت بين أسلحة ومعدات إلى نشر حاملات الطائرات.
ويمكن الاشارة في هذا السياق إلى إرسال القنابل الموجهة وكسارات الصخور. وتستمر المساعدات الأميركية للكيان الإسرائيلي، في حين تتواصل جرائم هذا الكيان ضد الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة، وقد تحولت الآن إلى إبادة جماعية، وقد حذرت منها العديد من المنظمات الدولية، ودعت بشكل خاص إلى وقف المساعدات الأميركية لإسرائيل.
وتقول "فرانسيسكا ألبانيز"، المقررة الخاصة للأمم المتحدة، في هذا الصدد: إن هجمات إسرائيل ضد الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة تتم بدعم من الغرب وأسلحته المتبرع بها.
وإن المساعدات الأميركية الشاملة لإسرائيل دفعت حتى بعض المسؤولين الأميركيين إلى المطالبة بوقف هذه المساعدات.
وقال السيناتور الأمريكي المستقل بيرني ساندرز، إن معظم وسائل الإعلام الأمريكية تركز على الانتخابات الرئاسية في هذا البلد، وقال: "يجب ألا نتجاهل ما يحدث في غزة؛ حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية يوما بعد يوم".
وأضاف ساندرز: في خضم هذا الإرهاب المتفشي وانتهاكات القانون الدولي، تواصل أمريكا إرسال مليارات الدولارات من المساعدات المالية وآلاف القنابل والأسلحة الأخرى على شكل مساعدات عسكرية لدعم الكيان الإسرائيلي في الحرب ضد غزة.
لقد أصبحت مسألة المساعدات لإسرائيل الآن تحديا خطيرا في المجتمع الأمريكي وبين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إلا أن كلا الحزبين يصران على الاستمرار في دعم إسرائيل بأشكال مختلفة.
وفي الوقت نفسه، فإن العديد من المواطنين الأمريكيين غير راضين عن ظروف الاقتصاد المحلي لهذا البلد، ويعتبرون هذه المساعدة سببا في تفاقم المشاكل الاقتصادية الأمريكية.
وبحسب نتائج الاستطلاعات المنشورة، فإن ثلثي الشعب الأمريكي الذين شاركوا في استطلاع شبكة "CBS"؛ يعارضون مساعدة واشنطن لإسرائيل.
وفي هذا السياق، اعترفت الوكالة الأمريكية للتنمية العالمية، في إشارة إلى مئات المليارات من الدولارات الأمريكية من المساعدات المقدمة لتل أبيب خلال حياة هذا الكيان، بأنه لو تم توزيع هذه الأموال على 30 مليون شخص تحت خط الفقر في الولايات المتحدة، سيحصل كل شخص على عشرة آلاف دولار.
وعلى الرغم من كل المساعدات الأمريكية واستمرار الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة، إلا أنه لا يوجد أمل واضح للإسرائيليين. وقال "يوجين كاندل" الرئيس السابق للمجلس الاقتصادي الوطني الإسرائيلي في هذا الصدد: على الرغم من ثمانية عقود من المساعدات الأمريكية الكبيرة لإسرائيل، فمن المحتمل جدًا ألا تتمكن إسرائيل من الوجود ككيان يهودي مستقل في العقد المقبل.
وكتب جون ميرشاير الأستاذ في جامعة هارفارد في هذا السياق أيضاً: إن سياسة الدعم التي تنتهجها أميركا لإسرائيل لا تهدد المصالح الوطنية الأميركية فحسب، بل إنها تغذي أيضاً التوترات في غرب آسيا؛ وإن استمرار هذه السياسة يمكن أن يؤدي إلى مزيد من عزلة أمريكا عن العالم.
المصدر : Pars Today