" في عام 2000، قال أحد قيادات الحركات في المنطقة عبارة سجلها التاريخ وذلك بعد تحرير جنوب لبنان: "إسرائيل هذه بكل معداتها المتطورة وأسلحتها النووية، والله إنها لأوهن من بيت العنكبوت ". لقد تكررت هذه العبارة مرات عديدة طوال السنين الماضية، وقد أصبحت رمزا لتحدي قوة إسرائيل. لكن لماذا أدت هذه العبارة البسيطة في الظاهر، إلى أن تغوص إسرائيل وقادتها في التأمل والتفكر فيها؟.
"تُعرف إسرائيل دائمًا بأنها دولة تمتلك واحدة من أقوى أنظمة الاستخبارات والدفاع وأكثرها تقدما في العالم. فقد أكد بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، مرارا وتكرارا على أن "إسرائيل مصنوعة من الحديد والصلب وهي قوية". ولكن هل هذه الادعاءات صحيحة؟ هل تمكنت إسرائيل من التغلب على التحديات الأمنية بأنظمتها الدفاعية، أم أن هذه الأنظمة تواجه قيودا ونقاط ضعف خطيرة؟
في السنوات الأخيرة، سجلت إسرائيل بعض الإخفاقات الأمنية والاستخباراتية، وقد أظهرت الهجمات التي نظمتها حركات المقاومة الإقليمية مرارا وتكرارا أن إسرائيل لا تملك القدرة على التنبأ بجميع التهديدات أو منع حصولها.
وعلى سبيل المثال، العمليات الغامضة التي نفذتها مختلف القوى الإقليمية في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2024 والتي أظهرت أن منظوماتها الدفاعية المتقدمة غير قادرة على التعامل مع كافة التهديدات، وقد ذكرت وسائل الإعلام العالمية أن أكثر من 90% من الصواريخ التي أطلقت من إيران مرت إجتازت هذه المنظومة وأصابت أهدافاً داخل فلسطين."
"علاوة على ذلك، تم الإبلاغ عن العديد من حالات التسلل الاستخباراتي إلى داخل إسرائيل، والتي أدى بعضها إلى هجمات دقيقة على مسؤولين وضد أهداف رئيسة. لقد كشفت عمليات التسلل الاستخباراتي هذه بوضوح عن نقاط الضعف في هيكلية النظام الأمني الإسرائيلي. ويعتقد العديد من المحللين أن هذه الإخفاقات تشير إلى حاجة الكيان الصهيوني إلى مراجعة جدية لهياكله الأمنية ”.
"منظومة القبة الحديدية ومنظومة آرو الدفاعية التي تعتبر أهم منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية نجحت في اعتراض الصواريخ في بعض الأحيان. لكن الهجمات الأخيرة خلال عمليات الوعد الصادق الثانية كشفت نقاط الضعف في هذه المنظومة. فقد تكمنت الصواريخ المتطورة التي تم إطلاقها من قبل إيران وقوى إقليمية أخرى، من اجتياز هذه المنظومة وضرب أهدافها داخل فلسطين المحتلة”.
لقد دفعت هذه الإخفاقات المتكررة العديد من المحللين إلى نتيجة هي أن أنظمة الدفاع الإسرائيلية، على الرغم من كل الادعاءات والدعايات، إلا أنها تعاني من قيود خطيرة. إذ يعتقد المحللون أن التقنيات العسكرية الجديدة والأكثر تطورا، وخاصة الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، يمكن أن تشكل تهديدا خطيرا لأنظمة الدفاع الإسرائيلية."
"هل إسرائيل قوية حقا كما تدعي؟ الإخفاقات الأخيرة في أنظمة الاستخبارات والدفاع تظهر أن هذا الكيان الصهيوني يواجه تحديات خطيرة ضد التهديدات الجديدة.
ما رأيك؟ هل أنظمة الدفاع مثل القبة الحديدية ومنظومة آرو الدفاعية وغيرها قادرة على التعامل مع المزيد من التهديدات المتقدمة؟.