وكتب "محمد علي صنوباري"، مدير ومحرر مركز "نجاح نو" للدراسات الاستراتيجية، في مقال بعنوان "كيف دمرت الهجمات الصاروخية الإيرانية القواعد العسكرية للغزاة وشلت أنظمة دفاعهم الجوي بشكل كامل"، وكتب: "عمليات إيران الصاروخية باسم "الوعد الصادق 2" لحظة فارقة في الاستراتيجية العسكرية الحديثة وحدثًا محوريًا في الصراعات المستمرة بين إيران والمحتلين الصهاينة).
وتناول هذا الخبير السياسي في مقالته من عدة جوانب كيف تمكنت إيران من ترسيخ هيمنة النظام، خاصة في المجال العسكري، من خلال الهجمات الصاروخية على المواقع الأمنية والعسكرية للصهاينة.
استهداف المنشآت الرئيسية في إسرائيل
في عملية "الوعد الصادق 2"، تم استهداف منشآت عسكرية إسرائيلية رئيسية على نطاق واسع بهجمات صاروخية إيرانية، حتى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية، بما في ذلك صحيفة "معاريف"، اعترفت بالخسائر الفادحة الناجمة عن هذه العملية. وشملت هذه الأضرار تدميراً واسعاً لقاعدة "نيفاتيم" الجوية في صحراء النقب، وتدمير قاعدتي "تلنوف" و"حتسريم"، فضلاً عن الأضرار التي لحقت بمقر الموساد.
هجوم إيران المشترك
ولم يقتصر "الوعد الصادق 2" على التدمير المادي للأصول العسكرية الإسرائيلية فحسب؛ بل كان دليلاً على التعقيد والتنسيق العاليين للحرب الهجينة الحديثة، بما في ذلك مزيج من الهجمات الصاروخية والهجمات السيبرانية والعمليات النفسية.
الهجمات السيبرانية على البنية التحتية الدفاعية الإسرائيلية
وتم تعطيل "القبة الحديدية" الإسرائيلية، المصممة لاعتراض الصواريخ، قبل وأثناء الهجوم من قبل قراصنة إيرانيين استخدموا بيانات تم الحصول عليها من التسلل السابق لشركة "رافائيل" (إحدى الشركات المسؤولة عن تصميم هذا النظام).
ومن خلال تعطيل أجهزة الرادار ومنصات إطلاق الصواريخ الإسرائيلية، أصاب أكثر من 90% من الصواريخ الإيرانية أهدافها المقصودة.
شن حرب نفسية من قبل إيران ضد الصهاينة
وتماشياً مع هجماتها الصاروخية على إسرائيل، اخترقت القوات الإيرانية أنظمة الرسائل النصية القصيرة في الأراضي المحتلة وأرسلت رسائل إلى السكان مفادها أنهم يعتقدون أن الهجوم قد انتهى وأنهم يستطيعون مغادرة ملاجئهم. وقد تسبب تكتيك الحرب النفسية هذا في مزيد من الارتباك والرعب للغزاة وزعزعة استقرار الأعمال الداخلية لقوات الاحتلال الصهيوني.
تنفيذ عمليات متزامنة ومنسقة بين إيران ومحور المقاومة
وتزامنا مع الهجمات الصاروخية الإيرانية على قلب تل أبيب، نفذت قوات حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" عملية برية في محطة قطار في تل أبيب، هذا الهجوم البري الذي كان جزءا مهما من استراتيجية المقاومة الشاملة أثبت أن الحرب الحديثة لم تعد مقتصرة على ميدان ما؛ بل هي مزيج من العناصر الإلكترونية والجوية والبرية التي تعمل معًا لتحقيق الأهداف الإستراتيجية.
وأكد كاتب المذكرة "كيف شلت الهجمات الصاروخية الإيرانية أنظمة الدفاع الجوي للغزاة؟" وفي نهاية مقالته، أن عملية "الوعد الصادق 2" تعرف بأنها لحظة أساسية في الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل، وكتب: "بينما يحاول النظام الصهيوني مواجهة هذا الهجوم، فإن العواقب الأوسع بالنسبة للاستراتيجية العسكرية، العالم واضح: هذا النظام لم يعد محصنا، وإيران وحماس وحزب الله حطموا كل أساطير الغرب وإسرائيل، والمواجهات المقبلة ستكون أكثر تدميرا ودموية بالنسبة لهم.
المصدر : Pars Today