وزعمت مجلة فورين بوليسي في تقرير لها أنه بعد استعادة حركة طالبان السيطرة على أفغانستان، فإن بصمة جماعة القاعدة الإرهابية تتوسع تدريجيا في هذا البلد، لأن حركة طالبان لا تبذل جهدا كبيرا لقمع الجماعات الإرهابية، وهذا ما وأدى ذلك إلى توسع أنشطة جماعات مثل تنظيم القاعدة في أفغانستان.
وبحسب ادعاء مجلة فورين بوليسي؛ أنشأ تنظيم القاعدة أكثر من تسعة معسكرات إرهابية جديدة في أفغانستان بحلول عام 2024. وإذا صح هذا الادعاء فإنه سيلقي مسؤولية ثقيلة على عاتق جماعة طالبان في أفغانستان.
ويقول "أمين فرجد" الخبير في القضايا السياسية في هذا الصدد: "أمريكا تقول إنه في إطار اتفاق الدوحة التزمت حركة طالبان بعدم السماح لأي جماعة إرهابية بالعمل في أفغانستان، بالطبع الجماعات التي لا تفعل ذلك". وهذا هو السبب في أن نشاط الجماعات الإرهابية في أفغانستان تحت حكم طالبان لا يدعو للقلق في نظر الولايات المتحدة.
وبحسب ادعاء بعض أهل العلم في أفغانستان، فإن حركة طالبان سمحت لتنظيم القاعدة بإقامة قاعدة ومستودعات ذخيرة في قلب وادي بنجشير. وقد أدى عدم رغبة طالبان في تعزيز أمن حدود أفغانستان إلى توسع أنشطة الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة، وفرع تنظيم داعش في خراسان، وحركة طالبان الباكستانية في أفغانستان وقد توسعت أنشطة هذه المجموعات في السنوات الثلاث الماضية.
وبحسب دوج ليفرمور، ضابط البحرية السابق وعضو خدمة العمليات الخاصة الأمريكية، فمن الواضح أن جميع الأضواء الحمراء تومض وتحذر من نشاط الجماعات الإرهابية في أفغانستان. وتعتقد الأمم المتحدة أيضًا أن جماعة القاعدة الإرهابية أنشأت حاليًا معسكرات وقواعد تدريب في 10 على الأقل من مقاطعات أفغانستان البالغ عددها 34 مقاطعة، مما يعني أن جماعة القاعدة الإرهابية تقوم بتجنيد قوات من خارج أفغانستان وتدريبهم. لأنه يقال إن القاعدة طلبت من المقاتلين الأجانب الهجرة إلى أفغانستان والاستعداد لمهاجمة الأعداء.
ورغم عدم توفر معلومات ميدانية دقيقة حول وجود الجماعات الإرهابية في أفغانستان، إلا أن التقارير التي تنشرها الدوائر الغربية بهذا الشأن مثيرة للقلق.
ولا مبالاة أمريكا في هذا الصدد يمكن أن تؤكد رأي المحللين بأن أمريكا، بعد انسحابها من أفغانستان، تحول هذا البلد إلى مصدر للإرهابيين من أجل تعريض أمن دول المنطقة، بما في ذلك منطقة آسيا الوسطى، حتى الصين.
ولاشك أن أمريكا لديها معلومات مفصلة عن أنشطة الجماعات الإرهابية في أفغانستان، ولكن طالما أن أمن أمريكا ومصالح هذا البلد غير مهددة، فإن ضوء واشنطن لمثل هذه الأنشطة أخضر دائما.