وكشف علماء الآثار'>علماء الآثار في دراسة جديدة أن تلة الدفن من الحجر الصخري في إسبانيا والمعروفة باسم "دلمن دي مينغا" (Dolmen of Menga) بُنيت باستخدام "هندسة متقدمة" قبل 6 آلاف عام، وكانت الحجارة تزن عدة مرات أكثر من أي حجارة استُخدمت في صنع ستونهنج الشهيرة في المملكة المتحدة.
وبدأت الآثار الصخرية في الظهور في أوروبا نحو الألفية الخامسة قبل الميلاد، حيث بُنيت أقدمها في فرنسا وإسبانيا في العصر الحديث.
وتعد تلة دفن "دلمن دي مينغا" هي الأقدم من نوعها، حيث بُنيت نحو 3800 إلى 3600 قبل الميلاد، وكانت جميع حجارتها تزن عدة مرات أكثر من أي حجارة استُخدمت في صنع ستونهنج، ما يجعلها واحدة من أكبر الآثار الصخرية في أوروبا.
وتم جلب الأحجار المستخدمة في تل مينغا من موقع يبعد نحو كيلومتر واحد عن نصب العصر الحجري.
واقترح العلماء العديد من النظريات على مر السنين في محاولة لتفسير كيف يمكن لثقافة العصر الحجري البدائية أن تبني مثل هذا النصب الضخم. ومع ذلك، يقولون إن الجهود الشاملة لفهم الهندسة والعمالة التي كانت وراء بناء الهيكل الضخم "كانت نادرة للغاية".
وكتب العلماء: "لم يتم تحليل دلمن دي مينغا من منظور متعدد التخصصات يجمع بين الأدلة الأثرية والرسوبيات والحفريات".
وتشير الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة Science Advances، إلى أن دلمن دي مينغا تم بناؤها باستخدام المعرفة المتقدمة في مجالات الجيولوجيا والفيزياء والهندسة وعلم الفلك، ما مكنها من الوقوف على قدميها لمدة 6000 عام تقريباً.
ويتكون الهيكل الضخم من جدران حجرية وسقف حجري مدعوم بأعمدة حجرية.
ويقول العلماء إن الأحجار المستخدمة في بناء النصب التذكاري والتي يزيد وزنها عن 100 طن، تم اختيارها لخصائصها الجيولوجية من مقلع يبعد 850 مترا عن موقع البناء، ثم جرها على زلاجات فوق مسار خشبي.
ويفترضون أن العمال جروا الصخور إلى الموقع عن طريق تثبيت كل منها بإحكام باستخدام أوزان ومنحدرات.
وتشير تحليلات جديدة إلى أن الحجارة وُضعت بزاوية طفيفة إلى الداخل باستخدام روافع، ما يشير إلى أن شعب العصر الحجري كان لديه معرفة مبكرة بالهندسة.
ويقول علماء الآثار'>علماء الآثار إن وضع الحجارة بهذه الزاوية قلل من حجم السقف المطلوب، وجعل النصب يبدو أكثر شبه منحرف.
ثم وضع شعب العصر الحجري الحديث أحجار الأعمدة بطريقة منحنية الزاوية وأنهوا الهيكل بوضع أحجار ضخمة في الأعلى لتكون بمثابة سقف.
وأوضح العلماء أن استخدام الأعمدة لدعم أحجار القمة العملاقة والتشابك الدقيق للأحجار المستقيمة هي سمات تتطلب درجة عالية من الدقة لا تُرى في أي بناء ضخم آخر في ذلك الوقت.
وكتب الفريق: "كانت المعرفة العميقة بخصائص وموقع الصخور المتاحة في المنطقة، ومفاهيم الفيزياء الأولية ضرورية لتحريك ووضع الأحجار العملاقة. وتُظهر نتائجنا أن دلمن دي مينغا هو مثال فريد من نوعه للعبقرية الإبداعية والعلوم المبكرة بين مجتمعات العصر الحجري الحديث. لقد تم تصميمه كمشروع هندسي أصلي تماما".