البث المباشر

محلل سياسي: لو سعت الولايات المتحدة لإنهاء حرب غزة لما أعطت "إسرائيل" أسلحة بقيمة 20 مليار دولار

الأحد 18 أغسطس 2024 - 09:21 بتوقيت طهران
محلل سياسي: لو سعت الولايات المتحدة لإنهاء حرب غزة لما أعطت "إسرائيل" أسلحة بقيمة 20 مليار دولار

في مقال يحلل نهج الدول العربية تجاه مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، انتقد عطوان بشدة دور الوسطاء العرب، مثل مصر وقطر، مشيراً إلى أن هذه الدول دخلت المفاوضات دون أي شروط، حتى بعد أن ارتكب نتنياهو عمداً مجزرة في حي الدرج في غزة.

في مقال نشر في صحيفة رأي اليوم، حلل عبد الباري عطوان، الكاتب والمحلل البارز في العالم العربي، القرار الشجاع الذي اتخذه يحيى السنوار، زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بمقاطعة محادثات الدوحة. وقال: إن قرار السنوار يظهر كرامة حماس وصمودها في مواجهة الضغوط الخارجية.

كما وصف قرار حماس بأنه علامة على هزيمة التهديدات الأمريكية والضغط المكثف من الوسطاء العرب على مدى الأشهر ال 10 الماضية من الحرب ضد قطاع غزة.

وأضاف: "تم ترتيب هذه المحادثات على عجل تحت إشراف وليام بيرنز، رئيس وكالة التجسس الأمريكية المعروفة باسم "سي آي إيه"، وكان الهدف هو وقف أو تأجيل رد فعل محور المقاومة على اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس في طهران، وفؤاد شكر، القائد الأعلى لحزب الله في الضاحية جنوب بيروت، وهو أمر لن يذهب إلى أي مكان، لأن نتنياهو تعمد تنفيذ هذه الاغتيالات بهدف إشعال الحرب في المنطقة. لإشراك الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين. حتى الرئيس الأمريكي جو بايدن لا يسعى لوقف الحرب ولا يجرؤ على الضغط على نتنياهو وحكومته، وهو يخضع لإملاءاته ومطالبه بعيون مفتوحة وفي ذروة الإذلال، وآخرها شحن معدات عسكرية متطورة بتكلفة 20 مليار دولار، بما في ذلك طائرات مقاتلة من طراز F-35 وقنابل ذات قوة تدميرية عالية ومخترقات خنادق يمكنها اختراق التحصينات. وهي تقع تحت الجبال.

وتابع المحلل: "يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي يدير المعركة العسكرية والسياسية من تحت أحد الأنفاق في غزة، أثبت أنه لا يخاف من الولايات المتحدة ونظام الاحتلال، ولا يلتفت إلى القادة العرب المرعوبين والمستسلمين، ويواجه الصهاينة بلغة القوة والمعركة العسكرية".

وكتب عطوان: "يعتقد نتنياهو أنه بارتكاب مجزرة المدرسة في حي الدرج في قطاع غزة واغتيال الشهيد هنية، يمكنه تخويف المقاومة، وتشمل شروطه إبقاء قواته المعتدية على محور صلاح الدين (فيلادلفيا) على الحدود المصرية الفلسطينية، والحق في مهاجمة قطاع غزة مرة أخرى في أي وقت، وكذلك إقامة حواجز على محور نتساريم وسط قطاع غزة لمنع عودة المقاتلين". لكن النتائج كانت عكس ذلك تماما، وأبرزها عدم مشاركة حماس في الجولة الجديدة من المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى في العاصمة القطرية الدوحة، والإصرار على تنفيذ المطالب والاتفاقات السابقة بهذا الخصوص. عشرة أشهر من الحرب لم تدفع قادة المقاومة الفلسطينية في غزة إلى تقديم تنازلات، بينما في الماضي، تم التوصل إلى اتفاقات كامب ديفيد وأوسلو في غضون أيام وربما ساعات.

وفي إشارة إلى وجود وسطاء عرب في المفاوضات و"رضوخ رؤساء أجهزة الاستخبارات العربية لمطالب الولايات المتحدة"، أشار إلى ذلك على أنه حافز لواشنطن لمواصلة دعم النظام الصهيوني وقتله والتباهي به للعرب.

ودعا المحلل القادة العرب إلى "الحديث عن الإنجازات والحكمة والعقلانية، والامتناع عن خدمة نتنياهو وجنرالاته وتلبية الاحتياجات الغذائية للنظام الصهيوني عبر حدوده البرية مع فلسطين المحتلة، خاصة أنهم لا يستطيعون إرسال كيس دقيق أو زجاجة ماء أو علبة دواء لسكان غزة".

وقال: إن إرسال أربعة مبعوثين أمريكيين إلى المنطقة، بينهم مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، وعاموس هوكستين المبعوث الأمريكي لشؤون غرب آسيا، وبريت ماكغورك منسق البيت الأبيض لشؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا، يعكس حالة الخوف والقلق الأمريكية من الأوضاع في المنطقة ورغبة واشنطن في مواصلة العدوان والقتل الصهيوني. تعامل الولايات المتحدة القادة العرب مثل الأغبياء الذين يمكن خداعهم بسهولة.

وأشار إلى أن التهديدات الأمريكية بجلب سفن حربية وغواصات نووية لم تخلق الخوف في قلوب اليمنيين، وأشاد بالرئيس الجديد للمكتب السياسي لحركة حماس وكتب: "من حق السنوار المتشدد أن يدير الوضع براحة البال والثقة من مركزه السري في غزة بمساعدة نوابه مثل محمد الضيف ومروان عيسى". في رأينا، هذا المقاتل لديه القدرة ليس فقط على قيادة الأمة الفلسطينية ولكن أيضاً إلى العالم العربي.

parstoday

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة