برز أحد أحدث رموز ظهور اليمين المتطرف في أوروبا مع بدء احتجاجات حاشدة في عدة مدن بريطانية بعد أن هاجم مراهق فصلا للرقص بسكين وقتل ثلاث فتيات.
فإن هجوم القوميين البريطانيين المتطرفين على طالبي اللجوء باتهامات غير مثبتة قد عرّض حياة مئات الآلاف من المهاجرين للخطر.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر هذا الوضع بأنه "عنف يميني متطرف وشغب" ونتيجة لسلوك "أقلية صغيرة بلا عقل"، ووعد بالتعامل مع الاضطرابات.
لقد وجد تحريض الرأي العام ضد المهاجرين في إنجلترا سوقاً ساخنة هذه الأيام، وتعتبر الجماعات المتطرفة والقومية في إنجلترا، سواء في الفضاء الإلكتروني أو في الدوائر السياسية، المهاجرين تهديداً وطنياً.
وبناء على هذا، فتكثف أربع مجموعات خطيرة موجة العنف ضد المهاجرين في إنجلترا، وهي كالتالي:
1- الجماعة المتطرفة المسماة "بريطانيا أولا" (Britain First)
"بريطانيا أولا" هي واحدة من أخطر الحركات المناهضة للمهاجرين والمسلمين في المملكة المتحدة. ويُعرف هذا التيار اليميني المتطرف بأنه حزب فاشي جديد ومجموعة كراهية تأسس عام 2011 على يد أعضاء سابقين في الحزب الوطني البريطاني (BNP).
"جيم داوسون"، أحد الدعاة اليمينيين المتطرفين في إنجلترا، يريد علنًا مهاجمة المساجد والمسلمين والمهاجرين، وينتج محتوى مدمرًا حول أسلمة بريطانيا والتعددية الثقافية.
والجانب الخطير والمقلق للغاية من نشاط هذا الراديكالي والحركة هي دعاية متطرفة ومعاداة الإسلام في فضاء الإنترنت هي تشكيل مجموعات تعرف باسم الدوريات المسيحية وتقليد طريقة العمل الأيرلندية، مما يعني وجود فرع عسكري في قلب الحزب السياسي.
2- مجموعة "دوري الدفاع الإنجليزي" (English Defence League)
"رابطة الدفاع البريطانية" هي جماعة متطرفة أخرى نظمت العديد من المسيرات والاحتجاجات ضد الهجرة والإسلام في بريطانيا. ويعد "تومي روبنسون"، واسمه الحقيقي "ستيفن كريستوفر ياكسلي لينون"، أهم زعيم لهذه المجموعة المثيرة للجدل.
ولقد فر من إنجلترا بسبب جرائمه السابقة، لكنه ظل يحرض معجبيه والجماعات اليمينية المتطرفة على التصرف بعنف ضد المسلمين والمهاجرين على وسائل التواصل الاجتماعي.
3- حزب الاستقلال البريطاني (UKIP)
على مدى الأعوام القليلة الماضية، عمل حزب الاستقلال البريطاني على تأجيج المشاعر المناهضة للمهاجرين وروج لسياسات معادية للأجانب، وتعاطف بحكم الأمر الواقع مع المتطرفين.
4- "الذئاب المنفردة"
كما أن أعضاء جماعة "الذئاب المنفردة" هم أشخاص مجهولون يؤمنون بالفكر اليميني المتطرف الذي يمارس أعمال العنف في إنجلترا، وكان مقتل "هيلين جوان كوكس"، عضوة البرلمان البريطاني، عام 2016، أحد حوادث القتل جرائم مجموعة "الذئاب المنفردة".
وعرفت 'هيلين جوان كوكس"، عضوة حزب العمال، بمواقفها الإنسانية، ومعارضتها العلنية للنظام الصهيوني ودعمها للشعبين الفلسطيني والسوري، والتي استشهدت بثلاث رصاصات وسبع طعنات.
وصرخ قاتلها أثناء ارتكاب الجريمة: "بريطانيا أولا، بريطانيا أولا" .
في النهاية، الأمر المؤكد هو أن كفاح حركة اليمين المتطرف في إنجلترا ضد المهاجرين والمسلمين ليس سوى قمة جبل الجليد، ويمكن أن نرى بوضوح أن الموقف العنصري ومناهضة الهجرة قد تم إضفاء الطابع المؤسسي عليه في مؤسسات بريطانيا.
parstoday