فما أثقل ثورته أن تكون فلسطين لإيران رديفًا، وحقًا مبينًا، فقال: إيران وفلسطين على امتداد الوجود ثباتًا ويقيناً، ولهما كل المدى، وعمق الهدى في وعي الحق، وبذل الجهد، وصون الكرامة، وحق الجهاد.
ذلكم هو معنى فلسطين في روح الثورة، وتأسيس الدولة الإسلامية، فكان لفلسطين هذا الامتداد في الوعي والقلب والوجدان، كما أرادها الإمام الخميني (ره) بحيث لا تغيب عن معنى إيران، وجودًا وهدفًا، ولا تدنو منها عيوب الفكر والسياسة بل تبقى للأمة علمًا، وللثقافة والدين قبسًا، وللثورة والدولة ركنًا وقوامًا،وهمًا واهتمامًا!
فلا عجب أن تحكي قوة إيران وسهامها رواية فلسطين، أو أن تكتب بالدم اسم القدس، هناك حيث الحق وكل دين! فإيران منذ بعثت بروح الإسلام تحمل عقيدة الردع، وتحلم أن يكون لها مجد فلسطين لما تشكّله من هوية، وتعبق به من قدس وقداسة ومدرك يقين.
نعم،لا عجب أن تسرع إيران الخطى إلى فلسطين، فقد آن لها أن تقرن الحياة بكل ما يضيء الوجود، ويفرح قلوب المسلمين.
مَن قال أن حب الحياة يمنع قوةً أن يكون لها بطشة الحق في مدى فلسطين؟ فإيران كتبت على نفسها أنها تعني فلسطين، وجوداً وعدماً، فما جدوى الحق وهتاف الثورة إن لم تكن أنفاس الوجود عابقةً بحب فلسطين؟.
فإن كان لإيران حق أن ترمي بشواظ من نار ونحاس رؤوس الشياطين، فذلك حقها دون العالمين، وذلك لما بثته من روح وردع وحياة على طول ساحات الجهاد على مدى فلسطين في الجغرافيا والتاريخ!؟.
فليس للعدو أن يفرح بما جنته يداه، قتلًا واغتيالًا، فهو غارب في زهو غروره، وغائب عن أن السيوف قد سُلت للمجرمين! فليفرح قليلًا بغشاوة بصره، وسطوة إجرامه، فإن ما وقع فيه من غيب الأفعال، وخوف المصير جعل منه سهمًا طائشًا، وأنى لهذا السهم أن يصيب،!ز
فكم راكم هذا العدو من سخط الزمان عليه؟ وكم اعتدى ظلمًا وعدوانًا، ساهيًا عن أنه محاط بكل ميادين فلسطين! وغدًا يرمى بما يُثقل الحياة عليه، فيخرج نادمًا من أسر نفسه متهالكًا؛ فلا يدري أين تقع سهام الحق، ونار المجاهدين. ففلسطين لم تخسر من وجع السنين، ولا هي متعبةُ من جهاد اليقين.
وإذا كان العدو قد خسر خسراناً مبيناً، فذلك لأنه أخطأ الخطأ المميت، فقتل واعتدى حيث لا يطوى عدوان، ولا يموت ضمير، ولا ينام وجع ولا أنين!.
فليحبس العدو أنفاسه جيدًا لما قد يأتيه من سهام الحق وبروق فلسطين، فغدًا تكتب رواية الحق ويُسدل ستار الذل على أمجاد بني إسرائيل! إذ لا هوان بعد اليوم لحق ارتوى بماء المعين، واستوى على مجد فلسطين.
فإذا كان العدو قد رأى من نفسه قوة الاغتيال والمكر والدهاء بما توفر له من وسائل القوة والعداوة، فإن ما غاب عنه أقوى بأسًا، وأشد تنكيلًا، وذلك في ما ينتظره من نكال صارم، وليل حالكٍ، وفجر يصعق منه الروح، ويُعمي عليه كل بصيرة ونور.
فليفرح العدو بما جنته يداه، ولتكن له فرصته قبل أن يشتمل شملة الجنين، وينطوي على ندم السنين. إنها فلسطين في وهجها الجديد، وردعها الفريد.
والسلام.
فرح موسى