واكتشف العلماء أن هضاب كوكب الزهرة الشاسعة، المعروفة باسم الفسيفساء، ربما تكون قد تشكلت من خلال عمليات مماثلة لتلك التي خلقت أقدم قارات الأرض منذ مليارات السنين.
وتم نشر الدراسة الدولية التي قادها الأستاذ المساعد فابيو كابيتانيو من كلية الأرض والغلاف الجوي والبيئة بجامعة موناش، بالتعاون مع وكالة ناسا، في مجلة Nature Geoscience.
وقال كابيتانيو: “إن الدراسة تتحدى فهمنا لكيفية تطور الكواكب. لم نتوقع أن يمتلك كوكب الزهرة، مع درجة حرارة سطحه الحارقة التي تبلغ 460 درجة مئوية وافتقاره إلى الصفائح التكتونية، مثل هذه السمات الجيولوجية المعقدة”.
وباستخدام محاكاة الكمبيوتر عالية الأداء والبيانات من مركبة ماجلان الفضائية، قام العلماء بوضع نموذج لتكوين “عشتار تيرا”، أكبر هضبة في كوكب الزهرة.
وتشير النتائج إلى أن “عشتار تيرا” وغيرها من التضاريس المتكسرة (تضاريس عالية التشوه على سطح كوكب الزهرة تبدو بشكل مساحات واسعة من أنماط فسيفسائية) ربما نشأت من باطن الكوكب الساخن من خلال عملية مماثلة لتكوين الكراتون (أو الركيزة القارية) الأرض، وهي النوى القديمة لقاراتنا.
وقال كابيتانيو: “يوفر هذا الاكتشاف منظورا جديدا رائعا لكوكب الزهرة وارتباطاته المحتملة بالأرض المبكرة. والسمات التي وجدناها على كوكب الزهرة تشبه بشكل لافت للنظر قارات الأرض المبكرة، ما يشير إلى أن ديناميكيات ماضي الزهرة ربما كانت أكثر تشابها مع الأرض مما كان يعتقد سابقا”.
وقد يلقي فهم كيفية تشكل هذه “القارات” على كوكب الزهرة الضوء على تطور الكواكب الصخرية، بما في ذلك كوكبنا.
وتحمل كراتونات الأرض أدلة حاسمة حول ظهور التضاريس والغلاف الجوي وحتى الحياة.
وأضاف كابيتانيو: “من خلال دراسة سمات مماثلة على كوكب الزهرة، نأمل في الكشف عن أسرار تاريخ الأرض المبكر.
لقد مهد بحثنا الطريق لمهام مستقبلية إلى كوكب الزهرة، مثل DAVINCI وVERITAS وEnVision. وستوفر هذه المهام مزيدا من الرؤى حول التاريخ الجيولوجي لكوكب الزهرة وارتباطه بالأرض”.