وسادت الكيان الصهيوني على مدى الساعات الماضية، حالة من الارتباك والفوضى والمواقف المتناقظة، وسط ودعوات متطرفة لشن حرب واسعة، وأخرى تدعو إلى التعقل.
هذه الفوضى، دفعت برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى تحمل كرة النار في اتخاذ القرار الذي يراه مناسبا لمصالح الكيان، وإبعاد المتحمسين وأصحاب الرؤوس الحامية. وبحسب أوساط العدو، فإن القضية لا تحتمل المزايدات والانفعال والاسترجال في وضع خطير الى هذا الحد.
وقال الون بن دفيد، محلل عسكري صهيوني: “هناك ارتباك ليس بسيطا أمام "إسرائيل" والسؤال إذا دخلنا في المعركة مع حزب الله هل ستنضم إيران اليها والطاقم الوزاري سمع ثلاثة سيناريوهات للرد من قبل الجيش ولم يوقع أحد على أي من هذه السيناريوهات بأن يبقى محدودا ومضبوطا ولا يؤدي إلى حرب وهناك إدراك إنه في حال تجاوزت "إسرائيل" السقف فإن حزب الله سيتجاوز السقف”.
وقالت تامي شينكمان، مستشارة إعلامية صهيونية “هل نحن على المستوى الشخصي مستعدون للحرب مقابل حزب الله ولنأخذ على سبيل المثال حقول الغاز في حيفا، هل نحن جاهزون لـ"شل" هذه الحقول ونضطر بشكل مباشر أن ننتقل للمحروقات والذي سيتسبب بانقطاعات واسعة جدا في إمدادات الكهرباء وكل المنظومات وفي جبهتنا الداخلية ليست جاهزة أبدا فلا يمكن الوصول إلى هذا الوضع من دون جهوزية الجبهة الداخلية والمؤسسات الصحية لدينا لا تعمل كما يجب وقد رأينا هذا الأمر في الشمال”.
علاوة على كل هذا التخبط فان تل أبيب وبحسب المعلقين الصهاينة تحتاج الى ضوء أخضر أميركي، لأنها لا تريد أن تذهب الأمور إلى حرب إقليمية فيما هناك فرصة أخيرة لمفاوضات حول الأسرى إذا فشلت سيكون مصير الأسرى الموت حتما.
وقال نمرود شيفر، مسؤول سابق في سلاح جو العدو “النقاش حول الرد الإسرائيلي والذي هو نقاش معوق يقودنا إلى مكان لا يجب أن نكون فيه والسؤال ماذا سيخدم هذا الرد والرد الذي لا يوصل إلى نتيجة يفقد كل قيمة والأمر الأول هو وقف الحرب واستعادة الأسرى من غزة والذهاب إلى اتفاق يمكن أن يعيد النازحين إلى الشمال والتفكير بعقل كيف سنواجه هذا التهديد المسمى حزب الله”.
ومن جانبه، قال شاي هار تسيون، مدير عام سابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية الصهيونية “نحن نعلم كيف تبدأ هذه المواجهة لكننا لا نعلم إلى أين ستتدحرج وهناك تحذير أميركي دائما من التدحرج نحو حرب إقليمية واسعة والأميركيون متأكدون أن الإيرانيين سينضمون للمعركة ولأن نتصرف هنا بطريقة ملائمة ستكون الطريق طويلة لذا هناك اتصالات لا تتوقف من أجل تقييد حدود هذا الحدث”.
زعيم حزب اسرائيل بيتنا فيغدور ليبرمان قال أنا بصدمة حاليا في أن نبحث ان لدينا معضلة فنحن في عشرة أشهر من القتال ولا توجد أي خطط جاهزة في الجيش وهذا أمر غير ممكن وأنا لا أعلم كيف وصلنا إلى هذا الوضع فالوضع معقد ويمثل تحديا.
العدو محكوم بمعادلات الرد التي أرستها المقاومة
ومع تهويله ووعيده، يدرك الكيان ومسؤولوه إنهم مكبلون بمعادلات الردع التي أرستها المقاومة الإسلامية في لبنان. وهي ليست المرة الأولى التي يهول فيها كيان العدو عبر مسؤوليه وعملائه في الداخل والخارج على لبنان واللبنانيين، إلا أن الجديد هذه المرة، تذرعه بمجزرة مجدل شمس التي نفت المقاومة علاقتها بها.. فهل سيقدم العدو على خطوة حمقاء غير محسوبة النتائج مع لبنان؟.
مع تهويله ووعيده، يدرك كيان العدو أنه مكبلٌ بالمعادلات التي أرستها المقاومة الإسلامية في لبنان والتي رسمها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطاباته على مدى الأشهر العشرة الماضية.
منذ الثامن من أوكتوبر، ومنذ انطلاق عمليات المقاومة الاسلامية في لبنان ضد مواقع العدو ومستعمراته على طول الحافة مع فلسطين، يهول العدو ويهدد بشن حرب كبرى أو عملية واسعة على لبنان.
العالم