وبات العديد من مفكريها يتحدثون علانية عن احتمال وقوع حرب أهلية في أي لحظة، تلتهم الأخضر واليابس، ولا يحتاج الأمر إلا عود ثقاب، وكانت أمريكا على قاب قوسين أو أدنى من هذه الحريق، لو لم تُخطىء الرصاصة رأس ترامب.
أمريكا المهزومة والمأزومة على الصعيد العالمي ايضا، بعد هروبها المخزي من أفغانستان، وتوريطها أوروبا في حرب مدمرة في أوكرانيا، حتى بات الأوروبيون يفكرون بالتحرر من هيمنها عبر بناء تحالف عسكري خاصة بهم للدفاع عن مصالحهم.
آمريكا العاجزة، ليس عن هزيمة أنصار الله، في اليمن بل عن مواجهتم أيضا والتي تعد العدة بطريقة وأخرى، للخروج من العراق بطريقة يحفظ ماء وجهها، بعد تعرضها لضربات المقاومة الإسلامية في هذا البلد الرافض لوجودها غير الشرعي والخبيث.
أمريكا هذه، التي انكشف عجزها أمام محور المقاومة، نراها رغم كل انتكاساتها، تتصرف وكأنها، مازالت القوة الوحيد والقطب الأوحد الذي يدير العالم، كما يشاء، وآخر عنتريات هذه الامبراطورية المتهالكة، هو ما صرح به المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، من أن:"الإدارة الأمريكية تعتبر حماس منظمة إرهابية، ولا يمكن أن يكون لها أي دور بإدارة غزة بعد الحرب، وأن واشنطن تريد أن تدير السلطة الفلسطينية غزة والضفة الغربية".
لا ندري إلى أي قانون استندت إليه أمريكا لوصف حركة المقاومة الإسلامية حماس بـ "الارهابية"؟. وكيف قفزت فوق كل هذا الكم الهائل من الحقائق، وتجاهلت الدعم والتلاحم والتعاطف الشعبي الجارف الذي تحظى به حماس من حاضنتها الشعبية في غزة والضفة الغربية وكل فلسطين، لترفض "أي دور لحماس بعد الحرب في غزة"؟!.
أولا، و وفقا للقانون الدولي، لا تعتبر حماس منظمة "إرهابية"، كما تزعم أمريكا، بل هي "حركة مقاومة وحركة تحرر"، تعتمد الكفاح المسلح طريقا لتحرير أرضها من محتل وحشي غاشم متجبر قاتل سفاح مغتصب. وهذا الحق في رفع السلاح في وجه المحتل تكفله جميع القوانين الوضعية والسماوية.
فعندما تعلن محكمة العدل الدولية قرارها من ان "إسرائيل" تحتل الاراضي الفلسطينية وعليها أن تضع حدا لهذا الاحتلال، ودعت المجتمع الدولي للتعاون من أجل تطبيق ذلك والامتناع عن تقديم أي دعم لـ"إسرائيل" كقوة احتلال إلا تكون مقارعة هذا المحتل فعل مقاومة، وليس فعل إرهاب، أم أن أمريكا تكيل بمكيالين؟!.
ثانيا، من الذي نصب أمريكا، متحدثة رسمية باسم أهالي غزة، الذين فشلت الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها، في خلق هوة وبينهم وبين المقاومة، التي احتضونها وقدموا الغالي والنفيس من أجل ذلك، وتعلن وبكل وقاحة وصلف "إنها لا تريد أي دور لحماس بعد الحرب في إدارة غزة"؟!.
إن حركة المقاومة الاسلامية حماس، ليست إلا جزءا من أهالي غزة، وإن أبناء أهالي غزة ، هم مقاتلون في الحركة، وهم مغروسون في تراب ورمال غزة، ولن تستطيع أي قوة في العالم، اقتالعهم من أرضهم، وأكبر دليل على ذلك هو فشل الكيان الإسرائيلي ومن ورائه أمريكا وبريطانيا وكل الغربيين، في تحقيق هذا الهدف، رغم مرور أكثر من 9 أشهر على الحرب، ورغم إسقاط قنابل على غزة، فاقت قوة انفجاراتها، عدة قنابل نووية، بشهاد الأمريكيين أنفسهم.
أحمد محمد