وينتشر أفراد القبيلة في غابات الأمازون بجنوب شرق بيرو، وتم رصد أنشطتهم في الأسابيع الأخيرة، خلال عمليات جمع الحطب والأخشاب في المنطقة.
وبحسب ما تم تداوله عن القبيلة، فإن أنشطة جمع الأخشاب في غابات الأمازون البيروفية، ربما أثرت سلبا على نمط الحياة القبلية وثقافتها التقليدية.
وتعتبر قبيلة "ماشكو بيرو" من بين القبائل المعزولة، التي لا تتواصل مع العالم حتى الآن، حيث أن رصد ظهورهم في هذه المناطق ربما يكون بدافع البحث عن الطعام.
وتعالت أصوات المدافعين عن الشعوب الأصيلة حول العالم، مطالبين بعدم تعدي شركات قطع الأشجار على أراضي المناطق التابعة للقبيلة.
نشرت مجموعة مناصرة للسكان الأصليين صورا لأفراد قبيلة منعزلة يبحثون عن الطعام على شاطئ في منطقة الأمازون في بيرو.
وقالت منظمة "سرفايفل إنترناشونال" أن نشاط قطع الأشجار في غابات الأمازون يجبر أفراد القبيلة على الخروج من الغابات المطيرة، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".
وتمتلك كثير من شركات قطع الأشجار امتيازات للأخشاب داخل الأراضي التي تسكنها القبيلة، وفقاً لمنظمة "سرفايفل إنترناشونال"، التي سعت منذ فترة طويلة لحماية ما تقول إنها أكبر قبيلة "منعزلة" في العالم. وقالت المجموعة المناصرة إن هذا القرب يثير مخاوف من نشوب صراع بين عمال قطع الأشجار وأفراد القبائل، فضلاً عن احتمال أن يجلب قاطعو الأشجار أمراضاً خطيرة إلى قبيلة ماشكو بيرو.
وقال سيزار إيبينزا، وهو محام متخصص في قانون البيئة في بيرو وغير منتسب إلى المجموعة المناصرة، إن الصور الجديدة تظهر لنا وضعا مزعجا للغاية ومثيرا للقلق أيضا لأننا لا نعرف بالضبط ما هو سبب مغادرتهم (من الغابات المطيرة) إلى الشواطئ، وأضاف أن القبائل الأصلية المعزولة قد تهاجر في أغسطس (آب) لجمع بيض السلاحف لتأكله.
وأضاف إيبينزا: "لكننا نرى أيضاً بقلق بالغ احتمال حدوث بعض الأنشطة غير القانونية في المناطق التي يعيشون فيها وتدفعهم إلى المغادرة والتعرض للضغوط نتيجة قطع الأشجار".
وقال تقرير صدر عام 2023 عن مراسل الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الشعوب الأصلية إن حكومة بيرو اعترفت في عام 2016 بأن قبيلة ماشكو بيرو وغيرها من القبائل المعزولة تستخدم الأراضي التي تم فتحها لقطع الأشجار. وأعرب التقرير عن قلقه بشأن التداخل، وأن أراضي الشعوب الأصلية لم يتم تحديدها "على الرغم من الأدلة المعقولة على وجودهم منذ عام 1999".
وقالت منظمة "سرفايفل إنترناشونال" إن الصور التقطت في الفترة من 26 إلى 27 يونيو وتظهر حوالي 53 رجلاً من ماشكو بيرو على الشاطئ. وقدرت المجموعة أن ما بين 100 إلى 150 من أفراد القبائل كانوا موجودين في المنطقة مع وجود نساء وأطفال في مكان قريب.
وفي يناير (كانون الثاني)، خففت بيرو القيود المفروضة على إزالة الغابات، والتي أطلق عليها المنتقدون "قانون مكافحة الغابات". وقد حذر الباحثون منذ ذلك الحين من زيادة إزالة الغابات لأغراض الزراعة وكيف أنها تسهل قطع الأشجار والتعدين غير المشروع.
وقالت الحكومة إن إدارة الغابات ستشمل تحديد المناطق التي تحتاج إلى معاملة خاصة لضمان الاستدامة، من بين أمور أخرى.