تأثير الضغط الجوي على الماء المغلي
نُشرت الدراسة في 15 يوليو في مجلة الجمعية الملكية للأرصاد الجوية، وتسلط الضوء على كيف يمكن للطقس، وتحديدًا تغيرات الضغط الجوي، أن تؤثر على تحضير الشاي ونكهته، وفقًا لما أوردته مجلة "إنجينيرينج" المثيرة للاهتمام.
وركز البحث على عاصفة "سياران" التي ضربت إنجلترا وفرنسا في الثاني من نوفمبر من العام السابق.
واغتنم كاليب ميلر، طالب الدكتوراه في الأرصاد الجوية بجامعة ريدينغ والمؤلف المشارك للدراسة، الفرصة لقياس خصائص الماء المغلي أثناء العاصفة.
وقال ميلر "لفتت رياح العاصفة وأمطارها الانتباه إلى انخفاض الضغط الجوي، ما سمح لنا بملاحظة التغيرات في درجة غليان الماء".
ملاحظات أثناء العاصفة
وخلال العاصفة، قام الباحثون بتركيب معدات في قسم الأرصاد الجوية بالجامعة لقياس درجة غليان الماء بدقة.
واكتشفوا أن الضغط الجوي انخفض إلى 955 هكتوباسكال في مركز العاصفة، ما أدى إلى انخفاض درجة غليان الماء إلى أقل من 100 درجة مئوية.
وفي صباح الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، غلت المياه في ريدينغ عند درجة حرارة 98 درجة مئوية فقط، وهو فرق يبدو بسيطًا يؤثر بشكل كبير على نقع الشاي، وبالتالي على مذاقه.
من جانبه، أكد البروفيسور جايلز هاريسون، المؤلف الرئيسي للدراسة، الآثار العملية لهذه النتيجة.
وأوضح قائلاً: "مثل العديد من البريطانيين، أعتمد على كوب الشاي الصباحي، وبينما كنت أعرف أن الضغط الجوي يؤثر على نقطة الغليان، لم أتوقع أن تدفع عاصفة درجة الحرارة خارج النطاق الموصى به لتحضير شاي لائق".
يمكن أن يؤدي تخمير الشاي بالماء الذي لم يصل إلى نقطة الغليان المثالية إلى طعم مرير أو قابض، حيث إن انخفاض درجة الحرارة يغير استخلاص النكهات من أوراق الشاي.
تأثيرات واسعة النطاق
وأشار الدكتور أليك بينيت، المؤلف المشارك في الدراسة، إلى أن تأثير الضغط الجوي على درجة الغليان معروف لدى متسلقي الجبال، لكن مع عاصفة "سياران" امتدت هذه الظاهرة إلى منطقة واسعة. وقدر الباحثون أن حوالي 20 مليون شخص في لندن وجنوب شرق إنجلترا قد يتأثرون بهذه المشكلة.
تؤكد هذه الدراسة مدى تشابك حياتنا اليومية مع الظروف الجوية. ويمكن أن يكون للتغيرات الجوية الطفيفة تأثيرات كبيرة على الممارسات الثقافية، مثل إعداد الشاي، والتي يعتبرها الكثير من الناس أمرًا مفروغًا منه.
آثار أوسع
ويشير الباحثون إلى أنه بالإضافة إلى التأثيرات المتوقعة، قد يؤثر تغير المناخ على الحياة اليومية بطرق غير متوقعة. وتسلط هذه الدراسة الضوء على الحاجة إلى النظر في كيف يمكن للتغيرات الطفيفة في أنماط الطقس أن تعطل التقاليد القديمة والروتين اليومي.
ويؤكد فهم هذه الروابط على أهمية الأرصاد الجوية في توقع الطرق الدقيقة والمؤثرة التي يمكن أن يؤثر بها الطقس على حياتنا والتكيف معها.