البث المباشر

الانتخابات الرئاسية الايرانية.. الواقع والتحديات

السبت 29 يونيو 2024 - 09:53 بتوقيت طهران
الانتخابات الرئاسية الايرانية.. الواقع والتحديات

ما إن مضت 40 يوما على استشهاد الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي ورفاقة في 19 مايو/ايار الماضي بحادث تحطم المروحية جرت يوم أمس الجمعة 28 حزيران 2024 انتخابات رئاسة الجمهورية وذلك بعد الإعداد لها منذ اليوم الأول لتلك الفاجعة التي تألم لها غالبية الشعب الايراني وأصدقاؤه في العالم.

 

في هذه الانتخابات حثت القيادة الايرانية وعلى رأسها قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي جميع شرائح الشعب الايراني والأطراف السياسية على المشاركة سواء على مستوى الترشيح أو التصويت للأصلح.

 

ويبدو أن هذه الدعوات كان لها صدى واسع كشف عنه عدد المرشحين للمنافسة الانتخابية وألوان التيارات السياسية التي تفاعلت مع هذه القضية في إيران.

 

وبعد أن جرت عمليات الفحص من قبل اللجنة الانتخابية للأشخاص الذين تتوفر فيهم شروط الترشح طبقا لدستور الجمهورية الاسلامية استطاع ستة من المرشحين اجتياز تلك المراحل، وما إن اقتربت ساعات الصمت الانتخابي انسحب بعض المرشحين لصالح من يرونه الأكثر كفاءة حسب رأيهم، لتصبح الحصيلة 4 متنافسين عشية عملية التصويت هم، محمد باقر قاليباف، سعيد جليلي، مصطفى بور محمدي ومسعود بزشكيان.

 

وبدأ الناخبون الإيرانيون الاقتراع، صباح أمس الجمعة، في أكثر من 58 ألف مركز انتخابي داخل إيران و300 مركز خارج البلاد لانتخاب رئيس الحكومة الرابعة عشرة في الجمهورية الاسلامية.

 

قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، أدلى بصوته في الدقائق الأولى من بدء التصويت، وهذا له دلالات كثيرة ومنها وجوب هذا العمل وأنه تكليف شرعي على كل عاقل لاسيما مقلدي الامام الخامنئي.

 

 وخلال كلمة ألقاها بالمناسبة وصف قائد الثورة يوم الانتخابات بأنه يوم سرور وسعادة لجميع الإيرانيين، مؤكدا أن الحضور الجماهيري الملحمي في الانتخابات وزيادة عدد الناخبين هو حاجة أكيدة للجمهورية الإسلامية وديموميتها وتماسكها وكرامتها ومكانتها في العالم.

 

من الواقع الميداني

كشاهد عيان أستطيع القول أن الإقبال على صناديق الاقتراع كان جيدا وبكثافة غير متوقع خصوصا في الساعات الأخيرة من يوم أمس، بحيث أوجدت حاجة للتمديد، وبالفعل تم التمديد لمرتين ولمدة 6 ساعات، واستمر التوافد على المراكز الانتخابية حتى الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل بتوقيت العاصمة طهران.

 

جرت الانتخابات بتغطية إعلامية من وسائل إعلام محلية وأجنبية مختلفة وأغلبها إذا لم يكن جميعها أقرت بما ذكرناه في أعلاه.

 

ولم يستثنى في هذه الانتخابات كما في سابقاتها المواطن الايراني في الخارج، حيث فتحت لجنة الانتخابات 138 مكتب تمثيلي في 99 دولة، وخصص 344 مركز اقتراع حسب التوزيع السكاني للرعايا الايرانيين.

 

الغرب لم يستطع التدخل

الغرب لم يتمكن من التدخل في هذه الانتخابات كما كان يحلم به ويطمح إليه، وهذا ما صرح به كبار المسؤولين والمراقبين في العالم ومنهم ضمير كابولوف الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون أفغانستان، الذي أكد على أن "الغرب لم يتوقف أبداً عن محاولة التدخل في شؤون إيران الداخلية، وإن الدول الغربية تحاول التدخل في الانتخابات الرئاسية الإيرانية من خلال عملائها، لكنها لم تفلح حتى الآن".

 

من هنا نستطيع القول وبكل ثقة إن الشعب الإيراني سطر يوم أمس ملحمة انتخابية جسدت مفهوم الديمقراطية السليمة، وتفوق على كل التحديات الخارجية والداخلية، مستلهما معنوياته من مبادئ ثورته التي سقاها بدماء الغيارى الأوفياء للدين والوطن ومنهم الشهيد رئيس الجمهورية آية الله إبراهيم رئيسي وكوكبة رفاقه الستة في تحطم طائرتهم قبل 40 يوما.

 

ويمكننا أن نصف يوم أمس بأنه عرس انتخابي فقأ عيون أعداء الشعب الإيراني وأدخل السرور في قلوب أصدقاء هذا الشعب الوفي لمبادئ ثورته ودماء الشهداء من أبنائه.

 

بقلم: جابر كرعاوي

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة