ويعرف هذا النوع من الاكتئاب بأنه تأثير الحرارة الشديدة على الصحة العقلية، إذ يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة وموجات الحرارة إلى تفاقم أو إثارة أعراض الاكتئاب وغيره من حالات الصحة العقلية.
وتحدث العلاقة بين الحرارة الشديدة وحالات الصحة العقلية من خلال أسباب ذات بعد فسيولوجي، وأخرى ذات بعد نفسي وبيئي.
ويقول استشاري الصحة النفسية بوزارة الصحة المصرية، محمود فكري، إن العوامل الفسيولوجية، تتمثل فيما يعرف بـ"الإجهاد الحراري"، إذ إن التعرض لدرجات حرارة عالية لفترات طويلة قد يسبب هذا النوع من الإجهاد، مما يؤثر على وظائف الجسم الفسيولوجية، مما يؤدي إلى التهيج والتعب وتغيرات المزاج.
ويرتبط بالحرارة الشديدة حدوث جفاف واضطراب في النوم واختلال في توزان الإلكتروليتات (المعادن والأملاح الموجودة في الجسم)، وهذه 3 عوامل فسيولوجية أخرى لها تأثير نفسي، كما يوضح فكري.
ويضيف أن "الجفاف يمكن أن يؤثر على وظائف المخ، مما يؤدي إلى الارتباك والتهيج وأعراض الاكتئاب، وتؤدي درجات الحرارة المرتفعة، خصوصاً في الليل، إلى تعطيل أنماط النوم، مما يؤدي إلى الأرق وتفاقم أعراض الاكتئاب، ويمكن أن يؤدي التعرق المفرط في الحرارة المرتفعة إلى خلل في توازن الإلكتروليتات، مما قد يؤثر على الحالة المزاجية والوظيفة الإدراكية".
وترتبط الحرارة الشديدة، إضافة لهذه العوامل الفسيولوجية الأربعة بـ5 عوامل ذات بعد نفسي وبيئي، يشير إليها خالد هاشم، استشاري الصحة النفسية بجامعة أسيوط، حيث تسبب الحرارة الشديدة تدهوراً في الحالة المزاجية.
كما تحد من الأنشطة وممارسة الرياضة في الهواء الطلق، وهي أنشطة مفيدة للصحة العقلية.
وقد يبقى الناس في منازلهم لتجنب الحرارة، مما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة.
كما يمكن أن تتسبب موجات الحر في انقطاع التيار الكهربائي ونقص المياه وغيرها من الضغوطات التي يمكن أن تساهم في ظهور أعراض القلق والاكتئاب.
وأخيراً يمكن أن تسبب الحرارة الشديدة "الاضطراب العاطفي الموسمي".
ويقول هاشم إنه "على الرغم من ارتباط هذا الاضطراب عادة بالشتاء، إلا أن بعض الأشخاص يعانون من شكل صيفي منه، حيث تؤدي ساعات النهار الطويلة وارتفاع درجات الحرارة إلى حدوث نوبات اكتئاب".
ولتجنب الاكتئاب الحراري، يقدم هاشم 5 نصائح ، تبدأ بـ"الحفاظ على برودة الجسم"، إذ إن استخدم المراوح أو مكيفات الهواء أو الحمام البارد تحافظ على درجة حرارة مريحة، ثم "الترطيب"، ويأتي ذلك بشرب الكثير من السوائل لتبقى رطباً وتحافظ على توازن الإلكتروليتات، و"إنشاء بيئة نوم باردة ومظلمة وهادئة" لتعزيز النوم المريح، و"الالتزام قدر الإمكان بالنشاط البدني والتفاعلات الاجتماعية"، و"التقليل قدر الإمكان من الكافيين"، لأنه يساهم في الجفاف وتعطيل النوم.