عادة، يتم إعادة تدوير الخلايا السرطانية الميتة بالطريقة نفسها التي يتم بها إعادة تدوير أي خلية ميتة أخرى في الجسم.
وعندما تموت الخلايا السرطانية، تصبح أغشيتها الخارجية معرضة للخطر. ويحدث هذا في الشكل "الهادئ" لموت الخلايا، والذي يسمى موت الخلايا المبرمج، في عملية مبرمجة تُستخدم لإزالة الخلايا غير الضرورية أو التالفة من الجسم.
وبمجرد تفعيل المفاتيح الجزيئية التي تؤدي إلى موت الخلايا المبرمج، تنكمش الخلية المحتضرة وتنفصل عن غشاءها على شكل "فقاعات"، ما يؤدي إلى تسرب المكونات الداخلية للخلايا وجذب الخلايا المناعية البالعة المسؤولة عن التهام الحطام الخلوي.
وتعمل الخلايا البالعة على تقسيم الخلايا السرطانية الميتة إلى مكونات أصغر، مثل السكريات والأحماض النووية، وهي الجزيئات الشبيهة بالسلسلة الموجودة في الحمض النووي. ثم تتم إعادة تدوير الخلايا السرطانية الميتة إلى مكونات يمكن إعادة استخدامها لاحقا بواسطة خلايا أخرى.
ويتم إعادة تدوير أجزاء من الخلايا السرطانية عموما بهذه الطريقة في حالة علاج "موت الخلايا المبرمج"، بدلا من إفرازها عن طريق الجسم، في البول، على سبيل المثال.
وفي بعض الأحيان، يمكن أن تؤدي علاجات السرطان إلى أنواع أخرى من موت الخلايا، مثل نخر الخلايا، وهو الشكل "التفجيري" لموت الخلايا، حيث تنتفخ الأورام وتنفجر، كما تلتهم الخلايا البلعمية بكفاءة هذا النوع من الخلايا المحتضرة.
ولكن بعض الدراسات تشير إلى أن إطلاق العديد من الحطام الذي يثير الالتهاب، يمكن أن يعزز أحيانا نمو الخلايا السرطانية الباقية في مكان قريب، ما قد يفسر كيفية عودة بعض أنواع السرطان بعد العلاج.
وفي الآونة الأخيرة، وجدت دراسة أجريت على الفئران والخلايا في أطباق المختبر، أن الإشعاع والعلاج الكيميائي يمكن أن يؤديا إلى إطلاق السيتوكينات المسببة للالتهابات، وهي جزيئات تطلقها الخلايا المناعية ويمكن أن تدعم نمو الورم في بعض الأحيان.
ووجدت دراسة أخرى أن مراكز التحكم، أو نوى الخلايا السرطانية المحتضرة، يمكن أن تنتفخ وتنفجر في بعض الأحيان، وبالتالي تقذف الحمض النووي والجزيئات الأخرى إلى محيطها. وفي الفئران، يمكن لهذه الجزيئات أن تسرّع انتشار الورم الخبيث، ما يعني انتشار الخلايا السرطانية إلى ما هو أبعد من الورم الأصلي.
وتساعد هذه الدراسات في تسليط الضوء على كيفية مساهمة موت الخلايا السرطانية في تطور السرطان وانتكاسه.