البث المباشر

تشييع جثمان الامام الخميني (ره)، مشهد تاريخي محفور في ذاكرة الملايين

الإثنين 3 يونيو 2024 - 09:18 بتوقيت طهران
تشييع جثمان الامام الخميني (ره)، مشهد تاريخي محفور في ذاكرة الملايين

توفي مفجر الثورة الإسلامية الإمام الخميني (ره)، عام 1989 ولم يكن تشييع الإمام الراحل، عاديّاً بل كان استثنائياً على المقاييس كافة، حتى أنه يُعد الأكبر في التاريخ، حيث تم بحضور ملايين الأشخاص المشيّعين.

توفي مفجّر الثورة الإسلامية الإمام روح الله الخميني، وهو مؤسِّس جمهورية إيران الإسلامية في 3 يونيو/ حزيران 1989.

وتشير التقديرات إلى أن حوالي 10 ملايين شخص شاركوا في مراسم تشييع جنازته واعتبرت حينها أكبر جنازة في العالم … تمت مراسم التشييع على مرحلتين، الأولى في “مصلى الإمام الخميني” بـ طهران حيث تم وضع جثمان “الإمام” على منصة عالية ليتمكن اكبر عدد ممكن من مشاهدته من مسافة بعيدة وقام بأداء صلاة الميت عليه المرجع الكبير “محمدرضا كلبايكاني” … أما المرحلة الثانية فهي نقل الجثمان إلى مكان الدفن حيث تم نقله بواسطة طائرة هليكبوتر تابعة للجيش الإيراني بسبب حشود المعزين المليونية التي أعاقت نقله براً .

وأعلن التلفزيون الإيراني عن تأجيل مراسم الدفن وذلك بعد أن فقدت الجهة المنظمة والحراس السيطرة على ضبط حركة الناس التي كانت متجهة إلى طائرة الهليكوبتر للمشاركة بمراسم الدفن.

ولم يكن تشييع الإمام الراحل روح الله الخميني، عاديّاً بل كان استثنائياً على المقاييس كافة، حتى أنه يُعد الأكبر في التاريخ، حيث تم بحضور ملايين الأشخاص المشيّعين.

ودخلت  مراسم تشييع جنازة الإمام الخميني، كتاب "غينيس" الذي أشار إلى أن عدد المشاركين في هذه المراسم فاق الـ 10 ملايين و200 ألف مشارك حسب الإحصاءات الرسمية؛ حيث شكّلت هذه النسبة حوالي سُدُس سكان إيران آنذاك.

الجنازة الأولى

في 5 يونيو/ حزيران من عام 1989، تم نقل التابوت مع جثمان الإمام الخميني إلى المصلّى، وكانت قطعة أرض شاغرة في شمال طهران.

وعُرض الجثمان هناك على منصّة عالية مصنوعة من حاويات شحن فولاذية، في علبة زجاجية مكيّفة الهواء، ملفوفة في كفن أبيض، بقيت هناك حتى اليوم التالي. وكان ملايين الأشخاص من المعزّين قد رأَوا جثمانه.

لم يكن هناك من أثر للمراسيم الرسمية الخالية من التوجّه، فكلّ شيء كان جماهيريا تعبويا وعشقيا. وكان جثمان الإمام الموشّح باللون الأخضر موضوعا على دكّة عالية يتحلّق حولها الملايين من أصحاب العزاء ويُضيء مثل دُرَّةٍ نفيسة. وكان كل واحد من ذلك الجمع الغفير يُتمتم بحزن مع إمامه الفقيد ويُذرف الدموع. وامتلأ المكان وحتى الطرق السريعة المؤدية إلى المصلّى بالجماهير الموشحة بالسواد. ورُفِعت أعلام العزاء على الأبواب والجدران وانطلق صوت القرآن من جميع المساجد والمراكز والإدارات والمنازل وما إن هبط الليل حتى أُوقِدت آلاف الشموع تذكيرا بالمشعل الذي اوقده الإمام، وأضاءت منطقة المصلّى وما حولها. وتحلّقت العوائل المفجوعة حول شموعها وقد تعلّقت أنظارها بذلك المرتفع النوراني الذي رقد فيه إمامهم المحبوب.

في 6 يونيو/ حزيران، تم إنزال الجثمان وفُتِح التابوت لمحمد رضا كلبايكاني لإمامة صلاة الجنازة التي استمرت 20 دقيقة بمشاركة ملايين الأشخاص.

بدأت مراسيم التشييع، فانطلقت الجموع الغفيرة من المصلّى إلى مرقد الإمام - بجوار مقبرة جنة الزهراء (مزار الشهداء) وضجّت الجموع أطفالا ونساء ورجالا وكانت أرواحهم تُخلع من أبدانهم. مرّت ساعات دون أن يتمكن الجمع من التقدّم نتيجة اضطراب الأحاسيس، بعد ذلك، بما أن حشود المعزّين قد تضخمت بين عشيّة وضحاها لتصل إلى عدة ملايين، كان من المستحيل تسليم الجثمان إلى المقبرة عبر طهران إلى الجزء الجنوبي من المدينة في موكب. في نهاية المطاف، تم نقل الجثمان إلى طائرة هليكوبتر تابعة لطيران الجيش وتم نقلها جواً إلى المقبرة.

في المقبرة، اندفع الحشد متجاوزاً الحواجز المؤقتة وفقدت السلطات السيطرة على الأحداث.

*الجنازة الثانية

لتخفيف الحشد، تم الإعلان في التلفزيون والإذاعة عن تأجيل الجنازة. بعد خمس ساعات، أُعيد الجثمان إلى المقبرة وهذه المرة كان الحراس على استعداد أفضل. تم إخراج الجثمان الطاهر من طائرة هليكوبتر ومختومة في صندوق معدني يشبه حاوية شحن تابعة لشركة الطيران.

مرة أخرى، اخترق الحشد الطوق، لكن بسبب كثرة الأعداد تمكن الحراس من شقّ طريقهم إلى القبر، ودُفِن الإمام الخميني (ره).

في عام 1992، تم الانتهاء من بناء ضريح الإمام روح الله الخميني في موقع الدفن.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة