وذلك بسبب مساهمتها في القضاء على المجاعات، وبهدف زيادة الوعي بالقيم الغذائية والاقتصادية والبيئية والثقافية المتعددة للبطاطس ومساهمتها كمورد غذائي لا يقدر بثمن وكمصدر دخل للمنتجين الريفيين.
وتقول دائرة المعارف البريطانية أن البطاطس نبات جذري من فصيلة الباذنجانيات واسمها العلمي سولانوم توبيروسوم Solanum tuberosum، وتُزرع لمحتواها النشوي الصالح للأكل وهي واحدة من المحاصيل الغذائية الرئيسية في العالم.
ويوجد أكثر من 5 آلاف نوع مختلف من البطاطس، ولها سوق يُتوقع أن تبلغ قيمته 118 مليار دولار بحلول 2028.
وأصبحت البطاطس معلما قويا للأمن الغذائي، وغالبا ما يتم تقديم البطاطس كاملة أو مهروسة كخضراوات مطبوخة ويتم طحنها أيضًا فيما يعرف بدقيق البطاطس الذي يستخدم في الخبز.
وتُعد البطاطس رابع أهم محصول في العالم بعد الأرز والقمح والذرة، والأول بين غير الحبوب، تتميز بقيمتها الغذائية وسهولة زراعتها نسبياً مقارنة ببعض الحبوب الرئيسية، وقدرتها على التنقل بسهولة في الحروب.
وعلى الرغم من أن الدول الرائدة في إنتاج البطاطس في العالم اليوم هي الصين والهند وروسيا وأوكرانيا، على التوالي فإن هذه الدول ليست الموطن الأصلي لها، وموطنها الأصلي هو جبال الأنديز في بيرو وبوليفيا.
وفي الحرب العالمية الثانية والصراعات اللاحقة، وفّرت البطاطس خاصة مع قدرتها على الصمود، الأمن الغذائي للشعوب، إذ لسلالاتها المتنوعة قدرة على مكافحة الآفات والأمراض وتأثيرات تغيّر المناخ، وتوجيه الممارسات الزراعية المستدامة، وفقاً لما أوردته الفاو.
وتعد البطاطس من المحاصيل الصديقة للمناخ، لأنها تنتج مستويات منخفضة من انبعاثات الغازات الدفيئة مقارنة بالمحاصيل الأخرى، وعمل المزارعون في أوروبا والولايات المتحدة، ومؤخراً في آسيا، على تطوير أنواعها، وفي الصين، تعمل الحكومة بقوة على ترويج البطاطس بين سكانها، على أمل أن تصبح محصولاً وطنياً.
وتسير سوق البطاطس العالمية على نهج سليم نحو التوسع، ويتوقع نموها بمعدل سنوي مركب يبلغ 3.47 في المئة في الفترة من 2023 إلى 2028، وفقاً لبيانات 360 ماركت آبديتس، التي رجّحت أيضاً وصول السوق إلى 118.15 مليار دولار بعد أربعة أعوام فقط من الآن.
ومنذ عام 2011، ارتفع إنتاج البطاطس من 328.4 مليون طن عام 2010 إلى 368.7 مليون طن، ويواصل ارتفاعه سنوياً حتى بلغ 374.7 مليون طن عام 2022، حسب أحدث بيانات فاوستات.
وأخذت القارة الآسيوية نصيب الأسد من إنتاج البطاطس في العالم بنسبة 43.9 في المئة، بينما جاءت أوروبا في المركز الثاني بنسبة 36.8 في المئة، والأميركيتين بنسبة 12.8 في المئة، بينما تنتج القارة الإفريقية 6 في المئة فقط من الإنتاج العالمي للبطاطس.
وتتصدر الصين قائمة أكبر الدول المنتجة للبطاطس بنحو 73.47 مليون طن سنوياً، تليها الهند بنحو 34.79 مليون طن سنوياً، في إشارة إلى هيمنة آسيا على الإنتاج العالمي.
كما جاءت روسيا في المركز الثالث بنحو 28.07 مليون طن، بينما حلّت الولايات المتحدة الأميركية رابعاً بنحو 20.22 مليون طن، وأوكرانيا في المركز الخامس بنحو 19.5 مليون طن، وفقاً لبيانات فاوستات.