البث المباشر

هل تسمح أميركا لليابان وكوريا الجنوبية بتطوير العلاقات مع الصين؟

السبت 1 يونيو 2024 - 13:11 بتوقيت طهران
هل تسمح أميركا لليابان وكوريا الجنوبية بتطوير العلاقات مع الصين؟

في السنوات الأخيرة، أظهرت أمريكا كوريا الشمالية على أنها تنين خطير يهدف إلى حرق اليابان وكوريا الجنوبية، وبهذه الرواية تمكنت من السيطرة على الإدارة الأمنية والعسكرية للبلدين.

وسعى زعيما كوريا الجنوبية واليابان مؤخراً إلى استعادة التعاون الاقتصادي مع الصين، أكبر شريك تجاري لهما، بعد سنوات من تعتيم العلاقات، لكن محادثاتهما لا تزال بموجب إذن من أمريكا لكوريا واليابان.

وكان الاجتماع الثلاثي الأخير، الذي حضره رئيس كوريا الجنوبية ورئيس الوزراء الياباني ورئيس الوزراء لي تشيانغ، ثاني أعلى مسؤول في الصين، هو الأول منذ أربع سنوات ونصف.

وركز الحوار بشكل رئيسي على مواضيع يمكن إيجاد أرضية مشتركة فيها، مثل حماية سلاسل التوريد، وتعزيز التجارة والتعاون بشأن تحديات شيخوخة السكان والأمراض المعدية الناشئة. كما طرحت أمور أخرى عن القضايا الأمنية الإقليمية مثل تايوان وكوريا الشمالية.

اتفقت الدول الثلاث، اليابان والصين وكوريا الجنوبية، على توسيع التعاون العملي حتى تشعر شعوبها بالفوائد. أمور تتطلب بالطبع طلب إذن كوريا الجنوبية واليابان من أمريكا.

من بينها، حاولت بعض وسائل الإعلام الأمريكية خلق حاجز نفسي لصناع القرار اليابانيين والكوريين الجنوبيين من خلال تسليط الضوء على عناوين مثل تهديد الصين وكوريا الشمالية.

على سبيل المثال، حاولت صحيفة نيويورك تايمز، في مقال مع ذكر تهديد كوريا الشمالية والتركيز على عناوين مثل "مشكلة الديمقراطية في الصين"، وعودة ماو، وأزمة احتياجات رأس المال في الصين ومشاكل الشركات الصينية، أن تغرس في الجمهور الياباني والكوري أن فوائد العلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية والصين تعود للصين، لكن مشاكلها تعود لهذين البلدين. من الواضح أن الصين تعتبر كوريا الشمالية في نهاية المطاف طرفاً فاعلاً ضد تهديدات الجيش الأمريكي وليس فاعلاً تدخلياً في العلاقات بين كوريا الجنوبية واليابان، لأن كوريا الشمالية لا تملك هذه القدرة.

في السنوات الأخيرة، أظهرت أمريكا كوريا الشمالية على أنها تنين خطير يهدف إلى حرق اليابان وكوريا الجنوبية، وبهذه الرواية تمكنت من السيطرة على الإدارة الأمنية والعسكرية للبلدين. من ناحية أخرى، تعتقد الصين أن المشكلة هي نزاع سياسي ويجب حلها بلغة سياسية.

كما قامت أمريكا حتى الآن، بتحريض اليابان وكوريا الجنوبية، بإطلاق مناورات حساسة ضد التهديدات المفترضة لكوريا الشمالية والصين، ومنحت شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية دخلاً مرتفعًا.

وتستضيف اليابان وكوريا الجنوبية معاً ما يزيد على 80 ألف جندي أميركي على أراضيهما، ويستند وجود هذه القوات إلى تأكيد أميركا المستمر على أن الصين وكوريا الشمالية تشكلان تهديداً.

وهما دولتان، على عكس أمريكا، ليس لهما تاريخ من العدوان على الأقل في القرون القليلة الماضية. لكن في رأي قسم من السياسيين اليابانيين والكوريين الجنوبيين أنهم أدركوا خطأ الافتراضات التي فرضتها أمريكا والغرب ويحاولون تعزيز علاقات حسن الجوار بينهما.

هؤلاء الجيران في شرق آسيا، الذين يمثلون معاً أكثر من خمس الناتج الاقتصادي العالمي، يحتاجون إلى الاستقرار والتعاون الإقليميين، وخاصة في سلسلة التوريد، للتعافي والبقاء على قيد الحياة في فترة الركود بعد الوباء.

وافقت الصين على استئناف المحادثات حول اتفاقية التجارة الحرة بين الدول الثلاث، مع التأكيد على مزيد من التعاون الاقتصادي كوسيلة للحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين.

وقد صنفت الصين الولايات المتحدة على أنها تتدخل في آسيا، وضغطت على اليابان وكوريا الجنوبية للسيطرة على تطور العلاقات الإقليمية على أساس سياسة الجوار. الصين هي مؤيدة للعالم متعدد الأقطاب.

 

المصدر: Parstoday

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة