سِمات عصر البعثة
بعَثَ اللهُ سبحانه محمّداً رسولَ الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).. وأهل الأرض يومئذ مِلَل متفرّقة، وأهواء منتشرة، وطرائق مُتشتّتة: بينَ مُشبِّهٍ لله بخَلقه، أو مُلحدٍ في اسمه، أو مُشيرٍ إلى غيره، فهداهم به من الضلالة، وأنقذهم بمكانه من الجهالة.
(من الخطبة 1)
إنّ الله بعث محمّداً (صلّى الله عليه وآله) نذيراً للعالَمين، وأميناً على التنزيل، وأنتم ـ معشرَ العرب ـ على شرّ دِينٍ وفي شرّ دار، مُنيخون بين حجارةٍ خُشْنٍ وحيّاتٍ صُمّ، تشربون الكَدِر، وتأكلون الجَشِب، وتسفكون دماءَكم، وتقطعون أرحامَكم.. الأصنامُ فيكم منصوبة، والآثام بكم معصوبة.
(من الخطبة 26)
إنّ الله سبحانه بعث محمّداً (صلّى الله عليه وآله) بالحقّ حين دنا من الدنيا الانقطاع، وأقبلَ من الآخرة الاطّلاع، وأظلمَتْ بهجتُها بعد إشراق، وقامت بأهلها على ساق، وخَشُنَ منها مِهاد، وأزِفَ منها قِياد، في انقطاعٍ من مدّتها، واقترابٍ من أشراطها، وتصرّمٍ من أهلها، وانفصامٍ من حَلْقتها، وانتشارٍ من سببها، وعَفاءٍ من أعلامها، وتكشُّفٍ من عوراتها، وقِصَرٍ من طولها.