إذ لا يُفهم معنى كلمة الا إذا وُضعت في الجملة، ولا يُفهم معنى جملة الا إذا وضعت في سياق الجُمل التي تسبقها وتلحقها، وهي الجمل الجارات، ولا يفهم معنى الجُمل إلا في سياق النص والسياق.
ولابد ان ندرك ما معنى [السياق] وتعريفه أولاً، فهو إطار عام تنتظم فـيه عناصر النص ووحداته اللغوية، ومقياسٌ تتصل بوساطته الجمل فيما بينها وتترابط، وبيئة لغوية وتداولية ترعى مجموع العـناصر المعرفية التي يقدمها النص للقارئ. ويضبط السـياق حركات الإحالة بين عناصر النـص، فلا يُفهم معـنى كلـمة أو جملة إلا بوصـلها بالتي قبلها أو بالتي بعدها داخل إطار السياق.
وكثيرا ما يرد الشبه بين الجمل والعبارات مع بعض الفوارق التي تميّز بينها، ولا نستطيع تفسير تلك الفوارق إلا بالرجوع إلى السياق اللغوي، ولحاظ الفوارق الدقيقة التي طرأت بين الجمل. فكل مساق للألفاظ يجر ضرباً من المعنى بجزئياته وتفاصيله.
لذلك يتعين عرض اللفظ القرآني على موقعه؛ لفهم معناه، ودفع المعاني غير المرادة.
وللسياق أنواع كثيرة لا بد من لفت الانتباه إليها، منها:
- السياق المكاني
- والسياق الزمني للآيات أو سياق التنزيل أي سياق الآية بين الآيات بحسب ترتيب النزول.
- والسياق الموضوعي
- والسياق المقاصدي
- والسياق التاريخي ومنه أسباب النزول.
- والسياق اللغوي وهو دراسة النص القرآني من خلال علاقات ألفاظه بعضها بعـضاً، والأدوات المستعملة للربط بين هـذه الألفاظ، وما يترتب على تلك العلائق من دلالات جزئية وكلية.
إذ ينبغي تحكيم كل هـذه الأنواع من السياقات عند إرادة دراسة النص القرآني بمنهج سياقي متكامل، كما يقول د. عبد الرحمن بودرع [منهج السياق في فهم النص، كتاب الامة، المحرم 1427هـ، شباط/ فبراير 2006 مـ].
د. رعد هادي جبارة
الأمين العام للمجمع القرآني الدولي