وامتدت الحركة الطلابية من كاليفورنيا وتكساس مرورا بنيويورك، وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا، إلى العاصمة واشنطن على نحو لم تشهده البلاد منذ حرب فيتنام.
وأطلقت هذه التظاهرات شرارة احتجاجات أخرى للتضامن مع الفلسطينيين في أروقة صروح تعليمية في أوروبا شملت فرنسا وألمانيا وإيطاليا، وامتدت إلى خارج القارة العجوز لتصل إلى أستراليا.
وقال الباحث السياسي ميخائيل عوض، إن "وقع هذه الاحتجاجات، وطبيعتها، وديمومتها، والظروف التي أسست لها، ومكانة ودور أمريكا وجامعاتها وثقافتها، التي مازالت تحتل مكانة أولى في العالم، تبشر بأن أثار هذه الحركة الطلابية ستكون دراماتيكية، وفرط استراتيجية، ونوعية، وربما غير مسبوقة، وبالتأكيد هي تعني ضمنا أنها ستؤثر على السياسات التي تعتمدها الإدارات في أوروبا وأمريكا و لوبياتها حيث يتعلق الأمر هنا بجامعات النخبة في الولايات المتحدة".
وأوضح الخبير أن "استطلاعات الرأي تظهر أن أكثرية ساحقة من جيل الشباب في أمريكا، ممن هم تحت 35 عاما، يطالبون الولايات المتحدة والعالم الأنجلوسكسوني بإعادة فلسطين إلى أهلها، وهؤلاء سيصبحون خلال فترة قصيرة حكاما للولايات المتحدة ولدول أوروبا، إذا بكل تأكيد هي حركة متعاظمة فيها مؤشرات استراتيجية مهمة، وتحمل الكثير من البشائر".
من جانبه، أوضح خبير الشؤون الأمريكية، عاطف الغمري، أن "المفروض منطقيا في أي حكومة، خاصة في الغرب الذي يتحدث عن الديمقراطية، أن يكون هناك توافق بين من يرأس الحكومة وبين الرأي العام، لكن من الواضح أننا أمام شقاق بين اتجاهات الدولة الرسمية وبين الرأي العام".
وأشار إلى أن "أعداد المعارضين بدأت تتزايد بشكل كبير، وانتشرت في مختلف الجامعات، للدرجة التي بدأت معها السلطات بممارسة عملية بطش سلطوي وصل إلى اعتقال حتى أساتذة في الجامعات، وبدء استقالات المسؤولين وعلى رأسهم استقالة مسؤولة بوزارة الخارجية التي تتهم الحكومة بتضليل الشعب الأمريكي".
وأكد الخبير أن "الإدارة الأمريكية لا تمثل إلا توجهاتها السياسية الخاصة، وقد باتت القوى اليهودية مسيطرة على قرارها، وهو ما كتبه عدد من أساتذة الجامعة في بياناتهم، التي أكدت أن أمريكا لم تعد تسيطر على قرارات سياساتها الخارجية وإن هناك قوى تسيطر على الكونغرس وتتدخل لاتخاذ قرارات بعينها مثل منظمة إيباك وغيرها، إلا أن هناك قوة بدأت تتصاعد ضد هذا الاتجاه وظهرت جماعات مثل يهود من أجل السلام، وأمريكيون من السلام، وأصبحت ومنظمات عديدة ضد سياسة الدولة الأمريكية وتؤيد الحق الفلسطيني".
وقال إن "الإدارة الأمريكية تتحدث لغة مزدوجة، وهناك حالة من الهرج في إدارة السياسيات الأمريكية بشكل أصبح مزعجا حتى للشعب الأمريكي نفسه، وبلغت حد اعتقال أكاديميين بالجامعات ممن يرفضون هذه السياسيات، وهناك دراسات بدأت تتساءل عما إذا كانت الولايات المتحدة تدرك أن سياساتها يمكن أن تؤدي إلى ردود فعل عربية لن تخدم مصالحها في المنطقة".
المصدر / سوتنيك