من الأمور التي ملأت قلب هارون غيظاً، أنّه كان يقول لموسى بن جعفر عليه السلام: خذ فدكاً حتّى أردّها إليك، فيأبى حتّى ألحّ عليه.
فقال عليه السلام: لا آخذها إلّا بحدودها.
قال: وما حدودها؟
قال عليه السلام: إن حددتها لم تردّها.
قال: بحقّ جدّك إلّا فعلت.
قال عليه السلام: أمّا الحدّ الأوّل فعدن، فتغيّر وجه الرشيد وقال: إيهاً.
قال عليه السلام: والحدّ الثاني سمرقند، فاربدّ وجهه.
قال عليه السلام: والحدّ الثالث أفريقية، فاسودّ وجهه وقال: هيه.
قال عليه السلام: والرابع سيف البحر ممّا يلي الجزر وأرمينية.
قال الرشيد: فلم يبق لنا شيء، فتحوّل إلى مجلسي.
قال الإمام موسى بن جعفر عليه السلام: قد أعلمتك أنّني إن حددتها لم تردّها. فعند ذلك عزم على قتله.
وهكذا فقد كان اعتقال الإمام عليه السلام سنة 179هـ في شهر شوال، وبقي يتنقّل في السجون يلاقي أنواع التضييق والتنكيل إلى أن عمد الرشيد إلى رُطبٍ فوضع فيه سمّاً فاتكاً وأمر السنديّ أن يقدّمه إلى الإمام عليه السلام ويحتّم عليه أن يتناول منه ففعل ومضى شهيداً سنة183هـ.
هدى آلِ رحمة