1- الثبات وعدم الانقياد لها: يقول الإمام عليّ عليه السلام: "إذا صعبت عليك نفسك فأصعب لها تَذِلّ لك، وخادع نفسك عن نفسك تنقد لك"([1]).
فعلى الإنسان أن لا ينهزم بسرعة أمام صعوبة المعركة كما لو صعبت عليها بعض المستحبّات أو الفرائض فعلى الإنسان أن يقوم بهذه المستحبّات حتّى يرضخ نفسه، لا أن يستجيب لميولها، وبصموده تنهزم أهواء النفس وتنهار ذليلة خانعة، وبوعيه يفوّت الفرصة على الإغراءات ويخدعها.
2- الإدبار عنها: يقول الإمام عليّ عليه السلام: "أقبِلْ على نفسك بالإدبار عنها"([2]). وذلك أنّ الإقبال على النفس بالاستجابة لرغباتها مهلك للإنسان ونفسه، بينما التعامل مع النفس بالتنكّر لأهوائها هو لمصلحة النفس..
3- الحمية عن لذّات الدنيا: عن عليّ عليه السلام: "دواء النفس الصوم عن الهوى والحمية عن لذّات الدنيا"([3]). وبكلمةٍ أوضح، فكلَّما خفّف المرء من مؤونة جسده، كلّما سهل عليه تزكية نفسه، ولذلك يقول الإمام عليّ عليه السلام: "خدمة الجسد إعطاؤه ما يطلبه من الملاذّ والشهوات والمقتنيات، وفي ذلك هلاك النفس"([4]).
4- قمعها ومنعها عن رغباتها: ففي وصيّة قدمها إلى شريح بن هاني يقول الإمام عليّ عليه السلام: "اتَّق الله في كلّ صباحٍ ومساء، وخَفْ على نفسك الدنيا الغَرور، ولا تأمنها على حال، واعلم أنّك إن لم تردع نفسك عن كثير ممّا تحبّ، مخافة مكروه، سمت بك الأهواء إلى كثير من الضرر، فكن لنفسك مانعاً رادعاً، ولنزوتك عند الحفيظة واقماً([5]) قامعا"ً.
5- إكراهها على فعل الخير: ذلك أنّ النفس قد تضعف عن فعل الخيرات، والحال أنّ تعويدها هذه المنقبة من أهمّ الأمور التي تزيد في تزكيتها، يقول الإمام عليّ عليه السلام: "أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه، لأنّ مخالفتها أهمّ من ذات العمل، لأنّها تكسب المرء ملكة تحدّي النفس وإرغامها على صالح الأعمال"([6])، ويؤكّد الإمام عليّ عليه السلام الدور الحاسم لذات الإنسان في مقاومة نفسه فيقول عليه السلام: "واعلموا أنّه من لم يُعِنْ على نفسه حتّى يكون له منها واعظ وزاجر، لم يكن له من غيرها لا زاجر ولا واعظ"([7]).
6- معاملتها على أنّها عدوّ: إذ قد يغيب عن ذهن الإنسان أنّها عدوّ، بل أنّها أعظم الأعداء، فيحاول أن يسوِّغ لها بدل أن يحاسبها ويسائلها بل ويعاقبها على أيّ سوءٍ أقدمت عليه، فعن الإمام الصادق عليه السلام: "اجعل نفسك عدوّاً تجاهده وعارية تردّها، فإنّك قد جعلت طبيب نفسك وعرفت آية الصحة وبُيِّنَ لك الداء ودُلِلْتَ على الدواء، فانظر قيامك على نفسك"([8]).
وعن الإمام عليّ عليه السلام: "جاهد نفسك على طاعة الله مجاهدة العدوِّ عدوَّه، وغالبها مغالبة الضدِّ ضدَّه، فإنّ أقوى الناس من قوي على نفسه"([9]).
7- المحاسبة: أي أن يقف المرء على أفعاله ليقيمّها ويَزِنَها بميزان العدل والشرع ولا يتهاون في حسابها قبل يوم الحساب، عن الإمام الصادق عليه السلام: "جاهد نفسَك وحاسبها محاسبة الشريك شريكه، وطالبها بحقوق الله مطالبة الخصم خصمه"([10]).
وفي الحديث: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا".
([1]) ميزان الحكمة، ج 4، ص 3333.
([2]) المصدر نفسه، ج 4، ص 3333.
([3]) م.ن، ج4، ص 3334.
([4]) م.ن، ج4، ص 3335.
([5]) نهج البلاغة، ج3، ص 113.
([6]) المصدر نفسه، ج3، ص 55.
([7]) ميزان الحكمة، ج4، ص 3360.
([8]) المصدر نفسه، ج1، ص 454.
([9]) م.ن، ج1، ص 454.
([10]) ميزان الحكمة، ج1، ص 454.
*موقع المعارف الإسلامية