وأشار المكتب الإعلامي لجامعة آلتو الفنلندية، إلى أن الفريق العلمي توصل إلى نتيجة مفادها أن حركة المياه العذبة بين الأنهار والبرك والبحيرات والمسطحات المائية الأخرى والبيئات الأخرى انتهكت بشكل كبير نتيجة للنشاط البشري، بحسب ما نقل تقرير نشرته وكالة «تاس» الروسية.
وتتركز هذه الانتهاكات في المناطق الاستوائية في أمريكا الجنوبية وأفريقيا، وفي المناطق الوسطى من الولايات المتحدة والمكسيك، وفي جنوب أوروبا والصين، وفي الهند والشرق الأوسط.
ويقول فيلي فيركي الباحث العلمي في الجامعة: «أظهر تحليلنا أن الانحرافات القوية في نمط حركة المياه عبر الخزانات والتربة بدأت أغلبها في القرن ونصف القرن الماضيين وفي عدد أكبر من المناطق مقارنة بعصر ما قبل النهضة الصناعية. ويشير هذا إلى أن البشرية تنتهك دورة المياه العذبة الطبيعية في العالم».
وقد توصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج من تحليل شامل لكيفية تغير نمط حركة المياه العذبة عبر التربة والخزانات في جميع مناطق العالم بين منتصف القرن السابع عشر وبداية هذا القرن. تغطي هذه الفترة الزمنية كلا من عصر ما قبل الصناعة (1661ـ 1861) والعصر الحديث (1861ـ2005) حيث تغير مظهر العديد من مناطق الأرض بصورة جذرية، بما في ذلك نتيجة لبناء محطات توليد الطاقة الكهربائية. والسدود وغيرها من المنشآت الهيدروليكية.
ودرس الباحثون تأثير هذه التغيرات في دورة المياه على الأرض باستخدام نموذج تفصيلي للغلاف المائي للأرض لحساب كيفية تغير حركة تدفق المياه العذبة في التربة والخزانات بدقة مكانية عالية جدا. ومن أجل ذلك قسموا جميع الأراضي إلى مربعات تبلغ مساحتها 50 50X كم، ورصدوا مدى تغير مستوى رطوبة التربة، وحجم المياه المتدفقة عبر الأنهار والبحيرات والمسطحات المائية الأخرى، بالإضافة إلى غيرها من المؤشرات الهيدرولوجية.
واتضح لهم، أن الشذوذ الهيدرولوجية بما فيها حالات الجفاف والفيضانات وغيرها من الانحرافات عن الحجم النموذجي للرطوبة في التربة أو الخزانات، كانت تغطي شهريا وسنويا ما يقرب من 9.4- 9.8 في المئة من إجمالي مساحة الأرض في عصر ما قبل النهضة الصناعية. ولكن هذا الرقم تضاعف خلال القرن ونصف القرن التاليين وأصبح يغطي حوالي 18 في المئة من المسطحات المائية و15 في المئة من التربة. ويربط العلماء هذا بالنشاط الاقتصادي البشري.