ومع ذلك، في حين أن مجرد التفكير في الصودا قد يثير أحاسيس الترقب والبهجة، فمن الضروري الخوض في الآثار الملموسة لهذا الاستهلاك المعتاد على صحة الفرد.
speakol
المكونات والسعرات
وبحسب تقرير نشره موقع huffpost، من الضروري فهم تركيبة هذا المشروب الموجود في كل مكان، إذ تشتمل الصودا على المياه الغازية، والمحليات (تتراوح من السكر إلى شراب الذرة عالي الفركتوز أو البدائل الاصطناعية)، وحمض الفوسفوريك لتعزيز النكهة والحفاظ عليها، والمنكهات الطبيعية. تحتوي بعض الأصناف أيضًا على الكافيين.
وفي المتوسط، توفر علبة أو زجاجة واحدة من الصودا العادية نحو 155 سعرة حرارية، و38 غرامًا من الكربوهيدرات، و37 غرامًا من السكر، و34 ملليغرامًا من الكافيين.
ولوضع هذه الأرقام في سياقها، تجدر الإشارة إلى أن جمعية القلب الأمريكية توصي بالحد من تناول السكر اليومي إلى 25 غرامًا للنساء و36 غرامًا للرجال، وهي أرقام تتجاوزها حصة واحدة من الصودا. وبالمثل، تنصح إدارة الغذاء والدواء بإبقاء استهلاك الكافيين أقل من 400 ملليجرام يوميًّا.
كيف يؤثر شرب الصودا يوميًّا على جسمك؟
ويؤكد أخصائصيو التغذية على العديد من التأثيرات المباشرة لاستهلاك الصودا يوميًّا، إذ يؤدي محتوى الكافيين والسكر إلى زيادة مؤقتة في الطاقة عن طريق منع مستقبلات الأدينوزين وامتصاص الكربوهيدرات البسيطة بسرعة في مجرى الدم. ومع ذلك، فإن زيادة الطاقة هذه تكون عابرة، وغالبًا ما تبلغ ذروتها في انهيارات الطاقة اللاحقة.
كما يوضح الأطباء أن استهلاك الصودا يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات الجهاز الهضمي، بما في ذلك الانتفاخ والغازات وآلام البطن والإسهال والإمساك، والتي تعزى إلى الاضطرابات في سلامة الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء الناجمة عن الإفراط في تناول السكر.
تأثيرات بعيدة المدى
وبعيدًا عن التداعيات قصيرة المدى، فإن الآثار التراكمية لاستهلاك الصودا المعتاد تتجلى في عواقب صحية أكثر عمقًا، إذ قد تسهم في زيادة الوزن، وخاصة السمنة في منطقة البطن، والتي ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، ومتلازمة التمثيل الغذائي، والسكري من النوع الثاني، وبعض أنواع السرطان.
وعلاوة على ذلك، يرتبط تناول الصودا بشكل مزمن بأمراض الكلى، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول؛ ما يؤدي إلى تفاقم عبء أمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات، وهو السبب الأول للوفاة في الولايات المتحدة.
كما يؤثر الاستهلاك المستمر للصودا بشكل ضار على الصحة الإدراكية، إذ يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى تعزيز الالتهاب العصبي المرتبط بزيادة التعرض للاكتئاب والخرف.
وخلافًا للاعتقاد الشائع، فإن البديل الصحي المزعوم لصودا الدايت يفشل في التخفيف من هذه المخاطر، إذ إن المحليات الصناعية الموجودة فيها تُظهر آثارًا ضارة مماثلة على وظائف الأمعاء والقلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي.