ووفقا للجمعية الأمريكية للسكري، 70 في المئة فقط من الحالات تتطور إلى مرض السكري من النوع الثاني.
ولا يظهر داء السكري بين عشية وضحاها، بل يسبقه مرحلة كامنة طويلة الأمد، إذ يحدث خلل في استقلاب الكربوهيدرات، ولكن لا تظهر أي أعراض.
وتشير مستويات الغلوكوز في الدم المرتفعة قليلًا فقط إلى وجود مشاكل وهذا ما يسمى بمقدمات السكري.
وهناك مرحلتان، إذا كان مستوى الغلوكوز أثناء الصيام منخفضًا، فإن مستوى السكر في الدم يتراوح بين 5.6-6.9 ملليمول لكل لتر، وعند ضعف تحمل الغلوكوز يكون 7.8-11 ملليمول لكل لتر.
وتشمل عوامل الخطر الوراثة والسمنة والعمر (أكثر من 45 عامًا).
ويستخدم العلماء بنشاط الذكاء الاصطناعي للكشف عن مرض السكري مبكرًا. وعلى سبيل المثال، قارن الباحثون في كندا 7 نماذج للتعلم الآلي على عينة كبيرة من البيانات الصحية الرقمية من جميع أنحاء البلاد.
وتم التنبؤ بمقدمات مرض السكري بنسبة 60 بالمئة، كما حدد الذكاء الاصطناعي ثلاث سمات رئيسية لمرض السكري، العمر ومؤشر كتلة الجسم واستخدام أدوية ضغط الدم.
ويمكن تقليل المخاطر بشكل كبير عن طريق تغيير نمط الحياة، وخاصة النظام الغذائي.
وتشرح اختصاصية الغدد الصماء في مركز "دوفجينكو" في موسكو، والأستاذة في العلوم الطبية، يوليانا بيلوفا، لوكالة "سبوتنيك"، قائلة: "إذا أدى سوء التغذية إلى السمنة أو حتى مجرد ظهور بطن كبير بوزن طبيعي، فإن الأفراد المعرضين لمرض السكري قد يصابون بسلسلة من الاضطرابات الهرمونية، ما يؤدي إلى الإصابة بمقدمات مرض السكري".
وأوضحت، بالقول: "وعلى أي حال، فليس من الجيد لأحد أن يكثر من الوجبات السريعة والحلويات"، وبحسب بيلوفا، يوصى بتقليل نسبة الكربوهيدرات البسيطة (الشراب، الحلويات، السكريات المضافة) إلى عشرة بالمئة من النظام الغذائي، والاقتصار على الفواكه التي تعتبر مصدرا للغلوكوز الطبيعي والفركتوز، إلى حصتين في اليوم الواحد.
ويمكن أن تسبب بعض الأطعمة ارتفاعًا حادًا في نسبة الغلوكوز في الدم، ويستخدم الأطباء في هذه الحالة مؤشر نسبة السكر في الدم، كلما زاد المؤشر، كلما تم إطلاق السكر بشكل أسرع.
ومن هذه الأطعمة، على سبيل المثال، التمر والخبز الأبيض والمعجنات والحلويات والعسل وعصائر الفاكهة والبيرة والآيس كريم ورقائق البطاطس.
ويوصي خبراء التغذية بدمج هذه الأطعمة مع الألياف والدهون النباتية لإبطاء امتصاص الكربوهيدرات.
وخلصت بيلوفا إلى أن خطورة مقدمات السكري هي أنها تتطور إلى مرض السكري وتسيء لصحة المريض، ما يؤثر على الأعضاء الحيوية.
وإذا تمت ملاحظة ذلك في الوقت المناسب، وتم تعديل النظام الغذائي ونمط الحياة، وتمت زيارة الطبيب، فيمكن عكس اضطرابات التمثيل الغذائي للكربوهيدرات أو جعلها تستقر لفترة طويلة.