أبشع تلك الجرائم واشنعها هي جريمة استهداف المدنيين الابرياء في كرمان، وأبيدت عوائل باكملها، وهي جريمة تشبه الى حد بعيد ما يحدث من ابادة جماعية في غزة منذ اكثر من ثلاثة اشهر.
امريكا سارعت بتبرئة نفسها وكذلك الكيان الاسرائيلي، من مسؤولية مجزرة كرمان، وهي تعلم ان من الغباء ان تقدم دولة، بإستثناء الكيان الاسرائيلي الارهابي، على تبني جريمة تستهدف مواطنين عزل اغلبهم من النساء والاطفال، وهي تعلم جيدا ان صنيعتها "داعش" سترفع عنها اي مسؤولية، عندما تتبنى التفجيرين الارهابيين، وهو ما حصل بالفعل.
اذا كانت امريكا تعتقد ان ذاكرة الشعوب ضعيفة، فهي واهمة، فالعالم اجمع سمع من كبار مسؤوليها وعلى رأسهم الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، ووزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون، ان امريكا هي من صنعت "داعش"، من اجل تحقيق اغراضها في المنطقة، وعلى رأس هذه الاغراض، تدمير واضعاف الدول التي ترفض الاستسلام لارادتها، وترفض مخططاتها، الرامية لتسييد "اسرائيل" والحفاظ على امنها، على حساب امن واستقرار هذه الدول وشعوبها.
التجربة الدموية التي عاشتها دول مثل العراق وسوريا واليمن ولبنان وليبيا، بسبب الدمية الامريكية الاسرائيلية "داعش"، التي لم تطلق منذ ظهورها المشؤوم في المنطقة طلقة واحدة نحو "اسرائيل"، ولم يفجر اي "داعشي" جسده النتن بين جيش الاحتلال الاسرائيلي، او في المستوطنين الصهاينة، بل كانت ومازالت، تستهدف شعوب دول المقاومة والممانعة، وفصائل المقاومة دون استثناء، ورغم ذلك يريد الثنائي الامريكي الاسرائيلي، ان يقنع شعوب المنطقة، بأن "داعش"، هو تنظيم اسلامي، خارج عن ارادة الثنائي، وليس نتاج الغرف المظلمة لاجهزة المخابرات الغربية، وعلى راسها الـ "سي اي ايه" الامريكي و"الموساد" الإسرائيلي.
احداث العقد الماضي، كشفت وبشكل لا لبس فيه، انه لولا امريكا والكيان الاسرائيلي، لما ظهر "داعش" في المنطقة ولما انتشر كالسرطان، فالقوات الامريكية، هي التي كانت تدعم "داعش" وتمده بالسلاح، وتطلق سراح مقاتليه من المعسكرات، وتنقلهم الى الاماكن التي تنوي ضرب الامن والاستقرار فيها، في العراق وسوريا ولبنان واليمن، كما كان كيان الاحتلال الاسرائيلي، يفتح ابواب مستشفياته لاستقبال جرحاه والتنظيمات التكفيرية في سوريا، لعلاجهم، بينما كانت القوات الامريكية، تعمل كطوق نجاة لـ"داعش"، فكلما اطبقت فصائل المقاومة عليه بهدف تدميره، قصفت الفصائل المقاومة والجيش السوري، لتخفيف الحصار عنه والعمل على تهريب مقاتليه وانقاذهم.
ان الجرائم التي وقعت في سوريا ولبنان ايران والعراق واليمن، هي رسائل امريكية دموية واضحة، الى محور المقاومة، وعلى راسه ايران، كتبت وبخط عريض، اما ان تتراجعوا عن نصرة غزة، وترك جيش الاحتلال الاسرائيلي، يُنهي مهمته، بإفراغ غزة من اهلها دون منغصات، او ان عليهم ان يدفعوا ثمن دعمهم ونصرتهم لغزة.
عندما يعلن وزير خارجية كيان الاحتلال الاسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس، أثناء تسلمه مهام الخارجية من سلفه إيلي كوهين، ان كيانه يخوض ما سماها "حربا عالمية ثالثة ضد إيران"، وعندما تعلن امريكا، انه لا يحق لاي جهة كانت ان تمنع "اسرائيل" عن مواصلة ارتكاب اكبر مجزرة بحق الانسانية في التاريخ الحديث، عندها يتأكد وبشكل لا لبس فيه ان التفجير الارهابي الذي استهدف السائرين على درب الشهيد القائد سليماني، تقف وراءه امريكا و"اسرائيل".
ان اغتيال الشهداء رضي موسوي والعاروري وطالب السعيد (ابو تقوى) وشهداء كرمان المظلومين، لن يردع ايران ومحور المقاومة، عن دعمهم لغزة، ولن يعيد "هيبة" جيش الاحتلال التي تمرغت في وحل العار، فحسب، بل سيتلقى الثنائي الامريكي الاسرائيلي وصنيعتهما القذرة "داعش"، ردا قويا يتناسب مع جرائمهم، من قبل محور المقاومة، ولا ينتهي هذا الرد الا بطرد قوات الاحتلال الامريكي من العراق وسوريا والمنطقة، وبرحيلهم سترحل معهم دميتهم المشوهة "داعش" الى غير رجعة.
المصدر : قناة العالم الإخبارية