بل كانت بساطة الناس يومها تفسر ذلك بان هذا نظام طائفي وطائفيته تدفعه لهذا الفعل، إلا من كان يمتلك البصيرة، فكان فهمه مختلفاً بالتأكيد، وبعد أن قامت القاعدة وداعش بقتل الزوار وتفجير المزارات، ومنها تفجير مرقد العسكريين، تولدت قناعة لدى الكثير من الشيعة (مخففة أيضاً) مفادها آن هؤلاء جنود جلبتهم أمريكا لتحقيق مشروعها في العراق وفي نفس الوقت تطابقت مصالحهم مع مصالح المحتلين ويدفعهم كذلك حقدهم الطائفي، إذ يعتقدون أن الحكم في العراق قد سلب منهم وهي فرصتهم لكي يعودوا للحكم مجدداً.
وكان الكثير من الشيعة ليس لديه اعتقاد أن منهج محاربة الدين وقتل أولياء الله هو منهج شيطاني أساساً، وهذا المنهج هو منهج أعداء الله في كل مكان وفي كل زمان، وأن جنود إبليس على اختلاف مشاربهم يجمعهم هدف واحد وهو القضاء على الدين ومذهب الحق، بل ويتعدى ذلك إلى كل من يرفض الظلم والظالمين ويواجه الإستكبار حتى في الأمم الاخرى، وكل صوت يرتفع ضد طغاة الأرض من الكفرة والظالمين والمنافقين الذين يعتقدون أن بقائهم يتعلق بعدم وجود الرافضين من الأحرار والثوار والمستقلين، فعندما تبيد بريطانيا شعوباً كاملة، وعندما تقضي أمريكا على الملايين من سكان العالم، وعندما تقوم فرنسا بقطع رؤوس الجزائريين والأفارقة وتحتفظ بها في متاحف خاصة، وعندما تقوم إسرائيل بقتل الأطفال والنساء في غزة أليس ذلك عين ما فعلته القاعدة وداعش في العراق؟ أليس ذلك منهج الطغاة على طول التاريخ؟
إن منهج إبادة (الروافض) (وهنا توسع المفهوم ليشمل كل أحرار العالم فهم روافض)، هو منهج شيطاني ابتداء، ينفذه جنود إبليس في الأرض وتجسد اليوم في أمريكا وإسرائيل وأعوانهما في كل الأرض، ولكن هذه المرة في مواجهة حزب الله وجنود الله وأنصار الله، والحكومة الإلهية، وما حدث في كرمان اليوم إلا واحدة من أوجه الصراع بين الحق والباطل، وبين جنود إبليس وجنود الله الرافضين للظلم الطغيان، وما سليماني إلا واحداً من هؤلاء الجنود المخلصين لله والذي ودع الدنيا شهيداً وترك ملئ الآفاق ممن تربى في مدرسته وسار على منهجه وبالتالي يخافه الطغاة شهيداً أكثر منه حيا لذلك أرادوا قتل سليماني المنهج بقتل زواره، وهذه الحرب لازالت في مراحلها الأولى وهي سجال ولكن بشرنا الله سبحانه…(إلا أن حزب الشيطان هم الخاسرون) (إلا أن حزب الله هم المفلحون).
بقلم: د. علي الطويل