عقلية العصابة التي تسيطر على زعماء امريكا والكيان الاسرائيلي، هي التي تجعلهم يتصورون ان بامكانهم القضاء على مقاومة الشعوب، عبر اغتيال رموز هذه المقاومة، رغم ان التجربة اثبتت لهم وبشكل قاطع، ان هذه السياسة الاجرامية، لم تضعف من مقاومة الشعوب، بل على العكس تماما، تزيدها قوة وعزيمة، فكلما سقط قائد مقاوم، يحل محله قائد اكثر اصرارا على تحدي الغطرسة الامريكية الاسرائيلية.
ترى ماذا حصد الكيان الاسرائيلي الارهابي من اغتيال الشيخ احمد ياسين، هل خمدت باغتياله جذوة حماس ام زادت وهجا؟
ماذا حصد هذا الكيان المجرم من اغتيال الشهيد فتحي الشقاقي، هل اطفأت شعلة حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، أم اضحت اكثر إشتعالا؟
ماذا حصد الكيان الغاصب من اغتيال الشهيد السيد عباس الموسوي، هل انهى حزب الله، ام جعله اكثر قوة، حتى بات اليوم يهدد وجود الكيان نفسه؟
ماذا حصدت الرجعية العربية من اغتيال الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، هل ركع واستسلم اليمن، ام ان قواته المسلحة باتت اليوم ندا لجميع اساطيل الغرب وفي مقدمتها امريكا؟
وماذا حصدت امريكا من اغتيال الشهيدين القائدين قاسم سليماني وابومهدي المهندس، هل إنكفأت المقاومة في العراق والمنطقة، ام تحولت امريكا الى هدف رماية للمقاومين، الذين عقدوا العزم على طردها ليس من العراق فحسب بل من المنطقة برمتها؟
اليوم يُعيد الثنائي الامريكي الاسرائيلي، وانطلاقا من عقلية العصابة، نفس الخطأ القاتل، عندما اقدم على اغتيال الشهيد العميد رضي موسوي، احد اكبر المستشارين العسكريين الايرانيين في سوريا، ورفيق درب القائد سليماني، والذي كان له دور مؤثر في افشال المخطط الامريكي الاسرائيلي التكفيري ضد سوريا، وكان من اهم الشخصيات التي ساهمت في تعزيز القوة العسكرية لفصائل المقاومة في المنطقة، فهل سيحقق هذا الثنائي هدفه في اضعاف المقاومة، ام ان هناك من سيحل محله، مع اصرار مضاعف على السير قدما على نهج مد فصائل المقاومة بكل اسباب القوة والمنعة لاذلال "اسرائيل" وانهاكها والقضاء على اسطورتها المزيفة؟
من المؤكد ان الكيان الاسرائيلي، ما كان ليرتكب هذا الجريمة الشنيعة، لولا الإستقواء بالوجود العسكري الامريكي في المنطقة، متناسيا ان امريكا التي يستقوي بها، كانت ومازالت تدفع ثمن جريمتها الكبرى المتمثلة باغتيال القائد سليماني، عندما دكت صواريخ ايران اكبر قاعدة امريكية في العراق، وهو الهجوم العسكري الوحيد الذي تنفذه دولة وبشكل علني ورسمي ضد قاعدة عسكرية امريكية بعد الحرب العالمية الثانية، دون ان تجرأ امريكا على الرد.
مهما قيل عن اهداف الكيان الاسرائيلي من وراء جريمة الاغتيال الجبانة للعميد موسوي، كنقل الحرب الى اماكن اخرى، او توريط امريكا، او اثارة حالة القلق على الصعيدين الاقليمي والدولي، من مخاطر اتساع رقعة الحرب لايجاد مخرج لنتنياهو الفاشل وجيشه الخائب من غزة، فان "إسرائيل" زرعت الريح، وعليها ان تنتظر الحصاد.
المصدر : قناة العالم الاخبارية