بهذه الكلامات وضع عضو المجلس السياسي الاعلى في اليمن محمد علي الحوثي في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية، النقاط على حروف الموقف اليمني المشرف من الابادة الجماعية التي تتعرض لها غزة على يد الثنائي الارهابي امريكا و"اسرائيل".
لقاء الحوثي مع قناة العالم، جاء لاستجلاء موقف اليمن من التحالف البحري الذي اعلنت امريكا عن تشكيله لحماية السفن "الاسرائيلية" من هجمات القوات المسلحة اليمنية، التي جاءت نصرة لاهالي غزة، لرفع الحصار عنهم وادخال المساعدات الانسانية لهم، بعد اصرار الثنائي الامريكي "الاسرائيلي" على قتل اهالي غزة وهم جياع ومرضى، امام مرأى ومسمع العالم اجمع.
رغم ان حديث الحوثي مع قناة العالم كان طويلا وتناول فيه قضايا مختلفة تتعلق جميعها في كيفية التعامل مع التحركات الامريكية في المنطقة، والتي تتعارض كليا مع امن واستقرار دولها وبحرها وشعوبها ومصالحها، الا انه يمكن خلاصة ما جاء في اللقاء، بالقول ان التحالف الامريكي المزعوم جاء بطلب "اسرائيلي"، فليس هناك من خطر يهدد الملاحة الدولية في البحر الاحمر كما تزعم امريكا، فالتحالف جاء من اجل منح "اسرائيل" الغطاء العسكري والسياسي، والمزيد من الوقت، لمواصلة حرب الابادة في غزة، دون اي ازعاج او اعتراض من احد.
قيل ان التحالف يضم بريطانيا، والبحرين، وكندا، وفرنسا، وإيطاليا، وهولندا، والنرويج، وإسبانيا، وسيشمل الى جانب امريكا، وهذه الدول جميعا تعلم قبل غيرها، ان اليمن لا يهدد الملاحة الدولية، فاليمن ورغم تعرضه لعدوان عربي غربي منذ عام 2015، لم يتعرض لاي سفينة في البحر الاحمر، الا انه اليوم واستجابة لنداء الدين والانسانية والقومية، ولمنع قتل الاطفال ومن اجل ادخال الدواء والغذاء الى غزة، اتخذ موقفا مشرفا، تمثل في منع كل السفن التي تتعامل مع الكيان الاسرائيلي، لحرمانه مما حرم منه الشعب الفلسطيني، فهذه الدول جاءت اما بدعوة امريكية، او لنصرة الصهاينة ليواصلوا اجرامهم دون منغصات في غزة.
العالم اجمع راى بام عينه كم هي امريكا معزولة ومنبوذة على الصعيد الدولي، فخلال ايام قليلة، كانت امريكا وحيدة في موقفها في مجلس الامن، كما كانت وحيدة، في الجمعية العامة، وذلك بسبب موقفها المؤيد لقتل الاطفال والنساء، وهو ما جعل حتى الشعوب الغربية، تخرج بتظاهرات كبرى تتنديدا بموقفها المخزي في مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة.
ان امريكا تعلم ان تحالفها لم ولن يوفر الامن لسفن "اسرائيل"، بل سوف يضر بالملاحة الدولية في البحر الاحمر، فمن المؤكد ان القوات المسلحة اليمنية، وفي حال تعرضها لاي اعتداء من هذا التحالف سترد حتما على سفن وقواعد واهداف حيوية لهذه الدول في البحر الاحمر والمنطقة، وان تجربة امريكا والغرب ووقوفهما الى جانب العدوان على الشعب اليمني خلال السنوات الماضية، هي اكبر دليل، على ان القوة لم ولن تنفع مع شعب عظيم بكرامته مثل الشعب اليمني.
الطامة الكبرى في هذا التحالف، يكمن في وجود دولة عربية فيه، هي البحرين ، فليس هناك في اللغة العربية، رغم اتساع مترادفاتها، ان نجد صفة يمكن ان نصف بها موقف النظام البحريني، فالخيانة و..، لم ولن تفي بوصف موقفها في المشاركة في تحالف يعمل وبشكل علني، على دعم ومساندة الكيان الصهيوني الارهابي الغاصب، في قتله لاطفال ونساء فلسطين، وتدنيس المقدسات الاسلامية، واخلاء غزة من اهلها، عبر ممارسة الابادة الجماعية.
هذا الموقف المقزز للنظام البحريني، يكشف الهوة السحيقة التي تفصل بينه وبين شعبه الابي، كما ان هذا الموقف المخزي جاء ليؤكد ما هو مؤكد، ان انتفاضة الشعب البحريني ضد النظام، كان تحركا صائبا، كما كان النظام مدركا لدوره الوظيفي، وهو دور يفرض عليه اتخاذ مواقف لا يمكن ان يقبل بها اي شعب عربي، ناهيك عن الشعب البحريني الاصيل والمعروف بمواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية، لذلك بدأ النظام منذ فترة بسياسة اسقاط الجنسية عن المواطنين البحرينيين، كما جاء في تقارير الامم المتحدة، وفي المقابل استجلب شذاذ الافاق من جميع انحاء العالم، ومنحهم الجنسية البحرينية، لتغيير الخارطة الديمغرافية للشعب البحريني، فليس هناك من شعب عربي يرضى ان تشارك بلاده العصابات الصهيونية الارهابية المجرمة المتوحشة، في قتل اخوته وتدمير بلادهم، كما يحصلب اليوم في غزة.
المصدر : قناة العالم الإخبارية