أراد الباحثون من خلال هذه الدراسة التي نشرت على موقع "ساينس أليرت" إلى إلقاء نظرة فاحصة على كيفية تأثير هذا التغيير المفاجئ في بيئة الميكروبيوم (الذي من المحتمل أن يغير كل شيء من شكل الجلد إلى درجة حرارته) على حياة الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في مكان قريب.
من وجهة نظر البكتيريا، وحقيقيات النوى، وغيرها من المخلوقات المجهرية التي تتخذ من الجلد موطنًا لها، فإن الثقب هو حدث كارثي ومروع، وكأنه زلزال عملاق أو ضربة نيزكية على هذه البكتيريا، وقد تم إثبات ذلك في تحليل الميكروبيوم.
وكتب الباحثون في ورقتهم المنشورة: "لقد وجدنا أنه مع مرور الوقت، ارتبطت بيئة الجلد المثقوب (ثقب الأذن) بشكل كبير بزيادة التنوع البيولوجي والتعقيد البيئي، مع وجود اختلافات جوهرية في طبيعة التفاعلات الحيوية مقارنة بجلد شحمة الأذن الغير مثقوبة".
وكما لاحظ الفريق، فإن عملية الثقب تبدأ بتعقيم الجلد، مما يؤدي إلى تطهير الجلد من الميكروبات بشكل فعال وتوفير مساحة جديدة لمجتمع ميكروبي جديد للانتقال إليه.
بعد ذلك، لوحظ قدر أكبر من التنوع البيولوجي والتعقيد البيئي فيما يتعلق بالميكروبات، وبدأت هذه المناطق تتطابق مع البقع الرطبة الأخرى من الجلد بشكل أكبر، مثل تلك التي قد تجدها في الإبط أو الأنف.
تم العثور على بكتيريا "كوتيباكيريوم" و"ستافيلوكوكوس إيبيديرميديز" منتشرة بشكل خاص حول الثقب، ومن المحتمل أن يكون كلاهما خطرين، لكن عندما يتواجدان معًا في نفس المكان، فإنهما يميلان إلى الحفاظ على توازن بعضهما البعض.
بالطبع، ثقب الجلد ليس بالأمر الجديد، فهو يحدث منذ آلاف السنين، ومع ذلك، فهذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها العلماء من النظر عن كثب في العواقب التي قد تكون على أصغر أشكال الحياة على سطح الجلد.
كما هو الحال مع العديد من الأماكن الأخرى في أجسامنا وفيها، يحتاج ميكروبيوم الجلد إلى البقاء متوازنًا بعناية للحفاظ على صحتنا، ويمكن أن تساعدنا دراسة الثقب وعواقبه في معرفة المزيد حول كيفية الحفاظ على هذا التوازن في مكانه.
يقول عالم الأحياء تشارلز شو، من جامعة ماكجيل: "نحن نعلم من الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع أن الثقب هو رمز بشري فريد للتعبير والتواصل والهوية".
"من خلال هذه الدراسة، أظهرنا أن ثقب الجلد يمثل أيضًا عملاً غير مقصود يؤدي إلى تغيير النظام البيئي في جلد الإنسان."