وهذا خلاف ما يعتقد به المرء المسلم لا سيما نحن أتباع المنهج الثوري العلوي الذي لم يهن يوما ولم ينكسر أمام قدرة العدو الظاهرية مهما امتلك من مقومات مادية والشواهد على ذلك كثيرة!
نظريات المثبطين والمرجفين ناتجة عن عدة أسباب؛ أهمها حب الدنيا والأنانية المفرطة والنظر بأفق ضيق ضمن حدود ضيقة. هؤلاء هم أصحاب (الدائرة) التي يخشون أن تنقلب عليهم يوما ما، ناسين أو متناسين قدرة الله المطلقة التي تفوق ما يعتقد به هؤلاء!
إن الوقائع التاريخية التي ذكرها القرآن الكريم وذكرتها السنن تلهمنا درسا من الماضي لنتخذه أسوة في الحاضر ولنبني من خلاله صرح المستقبل، لكن وللأسف الشديد أغلب مدارسنا ومراكزنا التعليمية اليوم غافلة أو تتغافل عن دراسة الماضي بل تصب جل اهتمامها بالمستقبل لذلك نجد روح الانهزامية لدى الكثير من الناس اليوم!
تحدثت مع بعض الطلبة المتفوقين في إحدى الجامعات في العراق حول ما إذا كانوا يعرفون شيئا عن قيام الثورة الإسلامية في إيران وحياة الإمام الخميني (قدس سره) والأحداث التي تلت قيام الثورة وعلى رأسها (الحرب الظالمة التي شنت على الثورة وهي في مهدها) وما هو موقف الشعب العراقي منها لاسيما الشخصيات البارزة وكذلك الانتفاضة الشعبانية وما آلت اليه، ناهيك عن الحوادث التي سبقت وللأسف أقولها وبكل مرارة إنهم لم يعرفوا شيئا سوى القليل جدا!!!
وهذا الأمر الخطير يعتبر طامة كبرى ويمهد لزرع بذرة الباطل في نفوس الطبقة الطلابية والمثقفة اليوم ويهيئ الأرضية الملائمة لخلق جيل لم يستوعب الماضي ولم يأخذ العبر والدروس منه، مما يتيح المجال الواسع للمافيات الغربية والعلمانية لركوب الموجة وغسل أدمغة الشباب المسلم وتنشئته طبقا لما يخططون!
المطلوب من الطبقات المثقفة وأصحاب المنابر وفي أي مركز كانوا وبدلا من زرع بذرة التثبيط واليأس، زرع روح التفاؤل والأمل بالنصر، انطلاقا من إيماننا بالله تعالى وتوكلنا عليه والثقة بنصره، لا سيما في خضم أحداث اليوم الخطيرة التي تستدعي منا الوقوف صفا واحدا خلف محور المقاومة وعدم الانشغال في أمور نحن في غنى عنها وامتثالا لقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)..
*طارق الخزاعي