ولذلك، فإنَّ معركتنا هي معركة مزدوجة، تنطلق من مكوّنات الجانب الروحي لشخصيَّة الأمّة، والمجاهدون هم الذين يثبتون له بأنَّنا المنتصرون... وأنَّنا الأقوياء ولسنا الضّعفاء، نحمل قوَّة الروح التي تجعلنا نهزأ بالموت، وإذا أصابنا فلا نموت كيفما كان.
إنَّ المجاهدين يقاتلون لا حبّاً بالقتال، ولا رغبةً في الإرهاب، وإنَّما دفاعاً عن الأرض وعن الإنسان وعن الحالة وعن الحاضر والمستقبل، وهذا أمر تكفله كلُّ الديانات وكلُّ الحضارات وكلُّ قوانين حقوق الإنسان.
يتحدَّثون بأنَّه قتل عشرة أشخاص من اليهود فيهتزّ العالم كلّه، أمَّا نحن، فلا أحد يسأل عن قتلانا - من فلسطينيّين ولبنانيّين - الَّذين قضوا على أيدي اليهود وغير اليهود، لأنّنا - كما يعتقدون - شعب لا يستحقّ الحياة إلَّا على طريقتهم.
وبعض الدوائر الغربيَّة من أمريكيَّة وأوروبيَّة تتحدَّث عن حركة العنف في المجازر الصهيونيَّة، وكأنَّ "كيان الاحتلال" قامت بردّ فعل على أعمال عنف حدثت، ولذلك نراهم يتحدَّثون عن الإرهاب وعن القتلة وعن الوحشيَّة، ولا يريدون للعالـم أن يستفيق على إرهاب "إسرائيل"، ومجازرها الّتي ارتكبتها بحقّ المدنيّين...
ولذلك، علينا كأمَّة تحترم نفسها، وجيل يحترم حاضره ومستقبله، ألَّا تسقطه هذه الكلمات: إرهابيّون، مجرمون، متعصّبون، قتلة... لقد قالوها من قبل للرسول (ص)، ولم يفقد يومها الرسول ثقته بنفسه.
ومن هنا، نحن دائماً بحاجة إلى أن نثق بأنفسنا، وأن نتعلَّم من هؤلاء الشَّباب المجاهدين كيف نصنع الغد والمستقبل، لنتعلَّم كيف نكون أبطالاً نعيش المسؤوليَّة ونتحمَّلها، لنثبت على الخطِّ نجاهد ونضحِّي في سبيل الله.
من كتاب "إرادة القوَّة".
السيد محمد حسين فضل الله