في 12 سبتمبر/أيلول من 2005 انسحب الجيش الإسرائيلي من غزة، وانتهى الوجود الاستيطاني في القطاع.
وعقب الانسحاب أنشأت إسرائيل "منطقة عازلة" على طول الحدود البرية مع القطاع، وبقيت عشرات المستوطنات القريبة منه ليطلق عليها غلاف غزة، حيث يبلغ عددها نحو 50 مستوطنة، وتقع في مسافة تبلغ نحو 40 كيلومتراً في محيط القطاع.
ثلاثة مجالس
ويتكون هذا الغلاف من 3 مجالس إقليمية تابعة للحكومة الإسرائيلية، وهي "مجلس أشكول" ويمتد على مساحة 380 كيلومتراً مربعاً، ويسكنه أكثر من 13 ألف مستوطن، يعيشون في 32 مستوطنة.
أما الثاني فهو "مجلس أشكلون" ويقع على 175 كيلومترا مربعاً، ويعيش فيه حوالي 17 ألف إسرائيلي في 4 مستوطنات.
والثالث "مجلس شاعر هنيغف" ويمتد لمساحة 180 كيلومترا مربعا، وفيه 11 مستوطنة، يعيش فيها أكثر من 7 آلاف مستوطن.
أبرز المستوطنات
في موازاة ذلك تعد أبرز هذه المستوطنات كيسوفيم، وزيكيم، ونحال عوز، وكريات ملاخي، وكريات غات، إضافة إلى مدن ديمونا وعسقلان وأسدود وسديروت، وهي من المناطق التي استهدفتها حماس مؤخراً.
إضافة إلى قاعدة رعيم العسكرية، ومعبر إيريز، ومستوطنات ماغن وكفار عزة.
وهذا الموقع الجغرافي يجعل من منطقة غلاف غزة ذات أهمية كبيرة لكل من فصائل المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية على السواء.
يذكر أن إسرائيل عززت سيطرتها على غلاف غزة لأهداف إستراتيجية بوصفه منطقة عازلة على طول الحدود البرية مع القطاع، ولكي تقطع إمكانية الاتصال الجغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية في محاولة منها لإجهاض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية.
وتستخدم إسرائيل هذا الواقع لتغيير ديمغرافي، حيث تقدم مغريات واسعة لسكان المستوطنات، وغالبيتهم من اليهود الشرقيين، بوصفهم حاجزا جغرافيا وديمغرافيا.
جاء هذا التصعيد غير المسبوق منذ سنوات طويلة، بعدما اجتاح مسلحون من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عدة بلدات إسرائيلية أمس السبت، ما أدى إلى مقتل نحو 300 إسرائيلي وأسر العشرات من المدنيين والجنود في أعنف يوم دموي تشهده إسرائيل منذ حرب أكتوبر قبل 50 عاما.
وردا على هذا الهجوم نفذت إسرائيل أمس ضربات جوية وغارات مكثفة قتلت خلالها أكثر من 313 فلسطينياً من سكان غزة، في واحد من أكثر أيام الضربات الانتقامية تدميرا.