محدثة دماراً كبيراً في الممتلكات والبنية التحتية، وموقعة شهداء وإصابات معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن. وأنّ الاحتلال يستخدم القنابل الفوسفورية في قصفه الوحشي على القطاع.
والفوسفور الأبيض هو سلاح كيميائي سام وخطير، عبارة عن مادة صلبة شمعية شفافة، بيضاء مائلة للاصفرار، لها رائحة تشبه رائحة الثوم وتصنع من الفوسفات، يُعرَّف عنها أنّها مادة سهلة الاحتراق، وتستخدم في صناعة الذخائر الكيميائية والدخانية.
ومركّب الفسفور الأبيض أو الفسفور الرباعي الوحدات "P4" يعتبر من المواد التي لا توجد في الطبيعة بشكل اعتيادي، بل يتم تحضيرها من صخور الفوسفات، لتدخل في تصنيع العديد من المنتجات على اختلاف أنواعها، كمعاجين الأسنان، الأسمدة الزراعية، المشروبات الغازية ومواد التنظيف وغيرها.
كما ويستخدم هذا المركّب في مجال التصنيع العسكري لإنتاج قنابل الفسفور الأبيض، والتي من المفترض أن يتركّز استخدامها على أغراض التمويه في الحروب، بإخفاء تحرّكات أرتال الجيوش، لقدرتها على إنتاج سحب كثيفة من الدخان الأبيض تحجب الرؤية، إلا أنها في الوقت نفسه تعدّ من القنابل الحارقة والمدمّرة وبقدرات عالية.
ويتميّز الفسفور الأبيض برائحته المشابهة لرائحة الثوم، وبلونه الأبيض الناصع، عند وجوده بالشكل النقي، إلا أن الشكل المستخدم في مجالات التصنيع المختلفة له لون أصفر، نتيجة امتزاجه مع عدد من المركّبات الكيمائية الأخرى.
مخاطر بيئية
لا تقتصر مخاطر القنابل الفسفورية على القتل والحرق الذي يطال ضحاياها، بل يمتد تأثيرها إلى البيئة المحيطة، فتتسبّب بتلويث الماء والتربة، بعد أن تنهي مهمّتها في تلويث الأجواء بدخانها الخانق، وما ينتج عن ذلك من نوبات سعال شديد بين الأفراد، تكون مصحوبة بتهيّج في الجلد والأنسجة المعرّضة للدخان، كما هو الحال بالنسبة للفم والحلق والرئتين.
ووفقاً لرأي خبراء في وكالة حماية البيئة الأميركية، يعد الفسفور الأبيض من المواد الخطرة التي تلوّث الهواء، لذا تشدّد الوكالة على ضرورة متابعة رصد مستويات مادة الفسفور الأبيض في الأجواء في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأميركية، وبالتحديد في المناطق التي تحوي منشآت صناعية تستخدم هذا النوع من المواد، أو في الأماكن التي تضمّ مرافق تابعة للجيش والتي تشهد تدريبات عسكرية، تنطوي على استخدام ذخيرة تحوي تلك المادة.
تأثيره في المياه
ويؤكد مختصون في وكالة المواد السامة وسجل الأمراض الأميركية، أن بقايا مكوّنات قنابل الفسفور الأبيض يمكن أن تنفذ إلى المياه القريبة من مواضع استخدامها، كما وتستقر في رواسب الأنهار والأحواض المائية المحيطة، بفعل مياه الأمطار التي تعمل على سحب المخلّفات الكيميائية من تلك القنابل إلى مجارٍ مائية قريبة، إذ إن قابلية الفسفور الأبيض للتفاعل بسرعة مع الأكسجين في الهواء، تقلل من انتشاره إلى أماكن بعيدة عن مواضع استخدامه.
وبحسب بيانات الوكالة، قد يتفاعل الفسفور الأبيض بشكل رئيس - في البيئة المائية - مع جزيئات الأكسجين الموجودة فيها، أو قد يبقى على حاله فترة زمنية تصل إلى عدة أيام من دون تفاعل، ليزيد ذلك من فرصة وصوله إلى أجسام الأسماك التي تعيش في تلك المياه، ما قد يتسبّب بموتها.
كما ويهدّد ذلك صحة الأفراد الذين يعتمدون على تلك المياه لأغراض الشرب، إضافة إلى ذلك قد يؤدي تلوّث المياه إلى نفوق الطيور المائية التي تعيش في محيطها.