إن واقعة الطف حدث عظيم يمكننا دراسته من مختلف الأبعاد حيث يوجد نوعان من الوفاء بالعهد؛ الوفاء إلي الإمام عليه السلام والوفاء إلي العهد القرآني الذي يؤكد دائماً ضرورة مواجهة الظالم ومناصرة المظلوم.
وفي هذا المضمار يقول الله سبحانه وتعالي في الآية 75 من سورة النساء المباركة " وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا".
علي سبيل المثال فإن العباس بن علي (عليهما السلام) كان يتمتع بصفات راقية وكرامات عديدة فضلاً عن الكرامات البشرية التي يتمتع بها كل إنسان فإنه كانت له صفات عملية يمكن لكل البشر الإستفادة منها.
إن الصفات المذكورة عن أبي الفضل العباس عليه السلام مفهومة لجميع شرائح المجتمع وقابلة للتطبيق في الحياة، وهذه الفضائل الإنسانية لاتخصّ أتباع دين أو مذهب معين. ويمكن لأتباع المذهب الشيعي فتح طريق التفاعل والصداقة مع أتباع الديانات والمذاهب الأخرى من خلال التعريف بمثل هذه الشخصيات.
إن وفاء العباس بن علي عليه السلام نموذج للمجتمع الإنساني برمته وليس للمسلمين فحسب لأنه يمثل القيم الإنسانية الراقية التي تفوق الحدود الدينية والعقائدية.
بقلم/ حسين روحاني صدر.. الخبير بالتاريخ الايراني