البث المباشر

من هو الجنرال "بريس أوليغي نغيما" قائد الانقلاب ورئيس المرحلة الانتقالية في الغابون؟

الخميس 31 أغسطس 2023 - 14:29 بتوقيت طهران
من هو الجنرال "بريس أوليغي نغيما" قائد الانقلاب ورئيس المرحلة الانتقالية في الغابون؟

أعلن قادة الانقلاب في الغابون، عن توليتهم للجنرال بريس كلوتير أوليغي نغيما، زعيما لهم بعد الاطاحة بعلي بونغو، صباح أمس الأربعاء، ليُصبح نغيما هو الرجل القوي الجديد في البلاد حاليا، وهو من سيبدأ الإعداد للمرحلة المقبلة لما بعد فترة علي بونغو.


فمن هو بريس كلوتير أوليغي نغيما، رئيس الحرس الرئاسي للرئيس المخلوع علي بونغو أونديمبا والذي كان شغل العديد من المناصب سواء في فترة الراحل عمر بونغو، أو خلال فترته خلفه علي بونغو.

وحسب عدد من التقارير في هذا السياق، فإن الجنرال بريس كلوتير أوليغي نغيما، تلقى تعليمه وتدريبه العسكري في الأكاديمية الملكية العسكرية بمدينة مكناس بالمغرب، حيث تخرج منها، ليعود إلى بلده وينضم إلى الدائرة المقربة من الرئيس عمر بونغو.

وتم تعيينه بعد وفاة عمر بونغو، وتولي ابنه علي بونغو السلطة في البلاد، كملحق عسكري في سفارة الغابون لدى الرباط، وقد ظل عدة سنوات في ذلك المنصب قبل أن ينتقل إلى السينغال للقيام بنفس المهام في السفارة الغابونية.

وفي عام 2018 عاد نغيما إلى الغابون تزامنا مع المرض الخطير الذي كان قد أصيب به رئيس البلاد علي بونغو، عندما تعرض لسكتة دماغيىة عجلت بنقله إلى المستشفى العسكري في العاصمة المغربية لتلقي العلاج، وقد تم ترقية نغيما في نفس العام برتبة رئيس مكافحة التجسس في الحرس الجمهوري، ثم تمت ترقيته بعد 6 أشهر على لترؤس الحرس الجمهوري.

ووفق العديد من التقارير، فإن نغيما منذ تلك الفترة عمل مجهودات كبيرة لتعزيز قدرات الأمن الرئاسي، بزيادة عدد الأفرد المدربين، وظل غائبا عن الأضواء قبل أن يظهر من جديد على رأس قادة الانقلاب الذين أطاحوا بعلي بونغو.

وقد تمكن قادة الانقلاب من اعتقال عدد من الشخصيات والمسؤولين المنتمين لـ"نظام" علي بونغو، حيث يواجه هؤلاء العديد من التهم، "الخيانة العظمى" و"اختلاس أموال الدولة" وغيرها من الاتهامات التي يُتوقع أن توجه إلى الرئيس علي بونغو الذي يتواجد حاليا رهن "الإقامة الجبرية".

وفي لقاء له مع صحيفة لوموند الفرنسية، وبسؤاله إن كان يعتبر نفسه الرئيس الجديد للغابون بعد عملية الانقلاب؟ قال: "أنا لا أعلن نفسي رئيسا، ولا أتصور أي شيء في الوقت الراهن. هذا هو النقاش الذي سنجريه مع جميع الجنرالات. سنلتقي الساعة الثانية بعد الظهر. سيكون الأمر يتعلق بالتوصل إلى توافق في الآراء، سيطرح الجميع أفكارًا وسيتم اختيار أفضلها، بالإضافة إلى اسم الشخص الذي سيقود عملية الانتقال.

وبسؤال عما إذا كان هذا الانقلاب مخططا له منذ فترة طويلة أم أن إعلان نتائج انتخابات 26 أغسطس بفوز علي بونغو هو ما دفعهم للتحرك، أوضح نغيما أن الجميع يعلم مدى الاستياء في الغابون، وبعيدًا عن هذا الاستياء، "أضف إلى ذلك مرض رئيس الدولة [أصيب علي بونغو بسكتة دماغية في أكتوبر 2018 مما أدى إلى ضعفه]. الجميع يتحدثون عن ذلك، لكن لا أحد يتحمل المسؤولية. ولم يكن له الحق في الخدمة لولاية ثالثة، وتم انتهاك الدستور، ولم تكن طريقة الانتخاب نفسها جيدة. فقرر الجيش أن يطوي الصفحة ليتحمل مسؤولياته".

الغابون.. 6 عقود من التحكم الفرنسي ونهب الثروة

وتمتلك "الغابون" الواقعة على الشواطئ الغربية لوسط أفريقيا ثروات نفطية ومعدنية كبيرة، في حين ترزح كما غيرها من شعوب أفريقيا تحت الفقر، فلم يتغير شيء في واقع المستعمرات الفرنسية السابقة منذ استقلالها قبل عقود، فقد بقيت ثرواتها تصب في خزائن المحتلين السابقين، وبقيت فرنسا هي المتحكم في اقتصاد وقرار البلاد.

ثلاث حكومات مولية لفرنسا في 63 عاما

حصلت الغابون عام 1960 على استقلال شكلي وكانت المصالح الفرنسية العنصر الحاسم في تحديد رئيس البلاد ونظام الحكم، ففي عام 1961 انتخب أول رئيس للغابون ليون إمبا بعد تدخل قوي من باريس وتدفق الأموال الفرنسية لدعم انتخابه.

وصف عهد إمبا بالدكتاتوري و"المصالح الفرنسية"، فقد غير الدستور ليتماشى مع مصالح المستعمر السابق، وحظر الأحزاب وفرض حكم الحزب الواحد، وحل البرلمان حتى مع قيام ثورة شعبية دعمها الجيش عام 1964 في محاولة لاستعادة البرلمان والديموقراطية فقد تدخل الجيش الفرنسي لإعادته إلى السلطة، وبقيت القوات الفرنسية قرب العاصمة ليبرفيل.

وعندما توفي إمبا عام 1967 حلَّ مكانه نائبة عمر بونغو أونديمبا مكانه واستمر في منصب رئيس الدولة 41 عاما حتى وفاته عام 2009 ليخلفه ابنه علي بونغو البلاد منذ 14 عاما.

ثروات الغابون الضائعة

تُعَد الغابون واحدة من بين أكبر 5 منتجين للنفط في الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، بحسب البيانات، التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة، ويوجد لدى الدولة البالغة مساحتها 268 ألف كيلومتر مربع- نحو 2 مليار برميل من احتياطيات النفط الخام المؤكدة، سواء في البر أو البحر.

وعلى الرغم من ارتفاع عائدات النفط الذي تستخرجه الشركات الفرنسية وقلة عدد السكان البلغ عددهم 2.3 مليون نسمة فإن أكثر من ثلث السكان يرزح تحت خط الفقر.

هذا بالإضافة إلى امتلاك البلاد ثروات معدنية كبيرة أهما الذهب واليورانيوم والماغنسيوم والفوسفات والأخشاب والحديد.

الحراك غرب أفريقيا

يبدوا أن الحراك الشعبي الذي ضاق ذرعا بالسياسات الفرنسية في دول المنطقة وكذلك الإطاحة بثمان حكومات تابعة لباريس خلال ثلاث سنوات غرب إفريقيا أبرزها تشاد ومالي وبوركينا فاسو، كان حافزا إضافيا للغابون للتحرر من قيود الاستعمال التي استباحت الدول والشعوب وثروتها، وهذا ما يفسر خروج مسيرات اليوم الأربعاء 30 أغسطس 2023 في البلاد فرحا بالإطاحة بحكم رعته فرنسا طيلة ستة عقود ونيف.

على الضفة الأخرى، لم ترق هذه التطورات على الساحة الأفريقية للقارة العجوز، معبرة عن قلقها على لسان مسؤول خارجيتها جوزيب بوريل حين قال "إن ما يحدث ما يحدث في غرب أفريقيا مشكلة كبيرة لأوروبا"، لكن هذا القلق يبدو انه سيزداد في القادم القريب وستتساقط الحكومات الإفريقية التي مهمتها تمرير مصالح الأوروبيين كأحجار الدومينو، لصالح صوت الشعوب الرافضة للاستعمار الخارجي وإن كان مرتديا زي حكومات محلية.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة