وقال الوزير آشتياني في لقاء مع الملحقين العسكريين الاجانب في ايران، يوم الاربعاء، والذي عقد بمناسبة يوم الصناعات الدفاعية في ايران، ان الجمهورية الاسلامية مستعدة لاقامة وتطوير علاقات دفاعية واستراتيجية مع كافة الدول المستقلة والدول ذات التوجه المشترك، استنادا الى مبدأ الأمن الجماعي والاحترام المتبادل وترسيخ السلام والاستقرار.
واشار وزير الدفاع الى انتهاء فترة الحظر غير العادل المفروض على الاسلحة التقليدية الايرانية في عام 2020، وكذلك انتهاء فترة الحظر المفروض على الاسلحة الصاروخية الايرانية في شهر اكتوبر حسبما نص عليه القرار الأممي رقم 2231 المتعلق بالاتفاق النووي، قائلا ان ايران ومن دون أية قيود دولية تستطيع التعاون والتعامل مع الدول المستقلة وذات التوجه المشترك في المجالات العسكرية والدفاعية، مضيفا بأن رسالة العقيدة الدفاعية لايران هي رسالة سلام وصداقة واستقرار وامن لكافة الدول الجارة في المنطقة والعالم ولذلك نحن اليوم نسعى بشكل جاد لتطوير الدبلوماسية الدفاعية والمتعددة الاطراف والمشاركة الفعالة في الترتيبات الامنية الاقليمية والدولية.
وشدد العميد آشتياني ان الصناعات الدفاعية في ايران هي مستقلة ومعتمدة على الداخل وذاتية المنشأ وهذه الخصائص تمنحها الحصانة لتصاب بأقل قدر من الاضرار جراء الحظر والضغوط الخارجية.
ونوه بأن الاعتماد على الداخل وعدم التبعية للخارج في الصناعات الدفاعية يوفران فرصة مناسبة للتعاون الثنائي والدولي المتعدد الاطراف وخاصة نقل التكنولوجيا الى الدول التي تتعاون فيما بينها، واضاف: ان وزارة الدفاع الايرانية تقوم بتصميم وصنع انواع المعدات والاسلحة التي تحتاجها قواتنا المسلحة في مجال الجو والبحر والبر، بالاضافة الى انواع الصواريخ الباليستية والكروز، وانواع الطائرات المسيرة، والقطع البحرية العائمة والغاطسة، والمعدات السيبرانية، واسلحة الدفاع الجوي والحرب الالكترونية وتحويل الذخائر والاسلحة الى ذكية، والاهتمام بموضوع الذكاء الاصطناعي وقضايا البيئة، بالاعتماد على المعرفة والتكنولوجيا الوطنية.
وشدد وزير الدفاع على ان العقيدة الدفاعية لايران هي الدفاع الرادع ولذلك تلتزم ايران بكافة المبادئ الانسانية والاخلاقية المرعية دوليا، ولا تجيز العمل العسكري الا في التصدي للعدوان والاحتلال والسياسات التوسعية.
واكد العميد آشتياني ان التطورات الدولية خلال العقود الاخيرة تشير الى بلورة نظام جديد وهندسة جديدة للقوة على الصعيد العالمي، قائلا ان محاولات الاصطفاف والتكتل، والمنافسة العسكرية والامنية أصبحت في اعلى مراتبها الان وكما يذعن الكثير من المحللين الدوليين فاننا نشاهد الان ظهور حرب باردة جديدة في العالم، موضحا ان مصاديق ذلك تظهر في زيادة النزعة التوسعية والهيمنة لدى الغرب والناتو، وتهديم أسس نظام مراقبة التسلح، وازدياد الجرائم السيبرانية، والارهاب البايولوجي، والتطرف، والانفصالية، والتحديات البيئية، واستخدام الحظر والعقوبات كأداة لتطويع الدول المستقلة وباقي القضايا بوضوح.
وشدد وزير الدفاع الايراني على ان هذه الاوضاع السائدة تتطلب توحيد الاصوات وتظافر الدول المستقلة والمنتقدة للنظام الامني غير العادل الذي يسود الان، والحركة نحو تعدد الاصوات وارساء نظام عادل يعتمد التعددية، حيث علمنا التاريخ درسا كبيرا بأن اللغة والسلوك القائم على الهيمنة والتسلط لن يدومان.
واكد العميد آشتياني على ضرورة ان تسود التعددية في العالم، قائلا ان قسما كبيرا من الازمات والتوترات في العالم، تعود جذورها الى تدخلات الدول الكبرى وعدم اكتراثها بالهواجس الامنية لباقي الدول، ولا شك بأن احدى سبل التصدي للنظام الاحادي القطب، هي تقوية السياسات التعددية.
واشار بأن هذا الواقع السائد أدى الى ان تهتم العقيدة الدفاعية لايران بالتعاون، والانخراط في المنظمات والمؤسسات الاقليمية والدولية مثل البريكس واتحاد الدول الاوراسية، واضاف "ان منظمة شنغهاي ايضا وبسبب امكانياتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والامنية تحولت الى منظمة مؤثرة في الاحداث الاقليمية والعالمية وضمانا للسلام والاستقرار واحترام حقوق الشعوب، ويجب الاستفادة من تجارب هذه المنظمة".