وهذا الاختراع، مر عبر العصور بالعديد من مراحل التطوير، بمساهمة العديد من العلماء، غير أن الفضل في اختراع الشكل التقليدي المعروف حاليا للثلاجة المنزلية، يعود للمخترع الفرنسي "فرديناند كاريه".
 

مراحل اختراع الثلاجة

وقبل التعرف على مخترع الثلاجة بشكلها التقليدي الحالي، نسلط الضوء أولا على مراحل تطور هذا الاختراع عبر القرون الماضية، حيث مرت قصة إنشاء الثلاجة بالعديد من المراحل المختلفة عبر مجموعة متنوعة من العلماء والمخترعين من جميع أنحاء العالم، شملت ما يلي من خطوات:

وفي عام 1755، ظهرت فكرة الاعتماد على مبرد بمفهومه المألوف على يد العالم الاسكتلندي ويليام كولين الذي تمكن من تصميم آلة تبريد صغيرة باستخدام مضخة لخلق فراغ جزئي في وعاء، هذه الفكرة أدت في النهاية لتكوين قطع من الثلج، ولكنها لم تستمر طويلا لعدم فاعليتها.

وكان للعالم أوليفر إيفانز دور في إنشاء دورة تبريد لإنتاج كتل الثلج، وهذا الابتكار نجح في الصمود فترة وجيزة، حتى نجح المخترع مايكل فاراداي في عام 1820 في استخدام غاز الأمونيا بصناعة الثلج.

ومن بعده جاء المخترع جيكوب بيركينز الأمريكي الجنسية الذي تمكن من إنشاء أول نظام تبريد يعمل بضغط البخار.

وفي النهاية جاء الفرنسي مخترع الثلاجة بشكلها المعروف حاليا "فيردناند كاريه"، الذي استغل خبرات وتجارب السابقين له من العلماء، في اخترع نظام تبريد الغاز باستخدام الأمونيا الغازية القابلة للذوبان في الماء في عام 1859، وحصل فيردناند كاريه على براءة اختراعه للثلاجة عام 1860.

والنموذج البدائي للثلاجة التي اخترعها كاريه، كان يتكون من صمام خاص وآلة صغيرة للتبخير في الجهة اليسرى الداخلية من الثلاجة.

وفي حين أن النموذج من الجهة اليمنى، كان يحتوي على مكثف وضاغط، مع إضافة عازل حراري بين الجهتين يعمل على عزل الجهتين عن بعضها لإكمال دورة التبريد بنجاح.

وهي الآلية التي تعمل بها الثلاجة في شكلها الحالي والتي يمكن من خلالها الحصول على درجة حرارة باردة مع استمراريتها لفترة من الوقت لا بأس بها.

ومع بداية القرن الجديد، وتحديدا في فترة العشرينيات من القرن الماضي، تم إجراء تحديثات عديدة على اختراع الثلاجة، بما يشمل إدخال الغاز الفريون إليها في عشرينيات القرن الماضي.
 

وفرديناند كاريه، هو مهندس ومخترع وعالم فرنسي الجنسية، وكان من مواليد 11 مارس/آذار 1824 في العاصمة الفرنسية باريس.

وعاش كاريه طفولة صعبة بسبب الظروف المالية السيئة التي كانت تعيشها أسرته في ذلك الوقت، ورغم ذلك تمكن من الحصول على التعليم الابتدائي في مدرسة تابعة للحكومة الفرنسية، واهتم بدراسة الفيزياء والهندسة.

والتحق كاريه بكلية الهندسة، وتخرج فيها بتفوق كبير، ومن بعدها تفرغ لحياته المهنية واختراعاته التي أفاد بها البشرية، حتى وفاته في 11 يناير/كانون الثاني عام 1900 في فرنسا عن عمر يناهز 67 عاما.