ويبدو أن السويد ماضية قدُماً في هذه الأعمال الاستفزازية و المتعمدة ضد المسلمين بحجة أن قانون السويد يمنح للملاحدة حرية التعبير عبر الحرق!! وهذا في الحقيقة من الأمور المثيرة للغضب و الاستياء لأن حرية التعبير لا تسمح للشخص الواحد بسحق حريات الملايين واستفزاز المشاعر وإهانة المقدسات وتوتير الأوضاع بما يهدد بتقويض السلم والأمن الدوليين،ويضع السويد بمواجهة كل العالم الإسلامي والأمة ذات المليارين.
وإزاء هذا التمادي في المنكر وحرق الكتاب السماوي الخاتم وهذا الاستفزاز الصارخ والتجديف بحق المقدسات،لاينبغي لنا الاكتفاء بالتفرج والتحسر و الانزعاج بل لابد من اتخاذ إجراءات عملية و قرارات فورية على المستوى الشعبي و الرسمي لعل من أهمها:
استدعاء سفراء السويد في كل الدول المسلمة وتسليمها مذكرات رسمية شديدة اللهجة تطالب بوقف أي تجاسر وتجاهر بحرق المصحف ومطالبة الحكومة السويدية باتخاذ اجراء رسمي سويدي للحد من ذلك،وإلا سيتم طرد كل سفراء السويد من كل بلدان العالم الإسلامي خلال أسبوع.
اعادة النظر في جميع الصفقات و الاتفاقات التجارية و الأمتناع عن استيراد المنتجات الصناعية و الزراعية من السويد و خاصة في ظل الكساد و الازمات الاقتصادية التي خلفتها الحرب الروسية الاوكرانية.والغربيون لايهم سوى مصالحهم الاقتصادية ،فماذا يعني (المقدس)وماذا يعني (الحرام)وأمثال ذلك.المواطن الغربي يعنيه أمر اقتصاده،فإذا امتنعت بلدان المسلمين عن شراء منتوجاته وتوقفت مصانعه وتكدست بضاعته في المخازن وزاد عدد العاطلين عنده و ضُربت مصالحه يلتفت ينتفض و يرتدع ويتأدب و يحترمك.
عقد التجمعات و تنظيم المظاهرات أمام سفارات السويد ومكاتب الخطوط الجوية التابعة لها في كل دول المسلمين و حرق الإعلام السويدية و الامتناع عن شراء تذاكر الطيران السويدي والمنتجات السويدية و مقاطعة السياحة والسفر للسويد من كل المسلمين.
تقديم شكوى رسمية من قبل الدولة العضوة العربية المسلمة في مجلس الأمن الدولي و هي الجزائر،مسنودة من كل الدول العربية و الإسلامية دون استثناء، و مخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي من قبل رؤساء الدول الاعضاء في منظمة التعاون الإسلامي و جامعة الدول العربية برسائل رسمية للمطالبة بوقف إهانة المقدسات و حرق القرآن وتحذيرهما من عواقب ذلك على مستوى العالم.
نحن كإعلاميين خصوصاً و كمواطنين عموماً نطالب جميع وسائل الإعلام المرئية والمقروءة و المسموعة و وسائل التواصل الاجتماعي بالتركيز على هذا الموضوع في النشرات الإخبارية والبرامج الحوارية والتقارير اليومية وتسليط الضوء باستمرار على هذه الجريمة وجرجرة المسؤولين والسفراء و القضاة السويديين و إفحامهم وإفهامهم بأن إحراق القرآن سيضر بمصالحهم الدنيوية ضرراً بالغاً ،وسيؤلّب عليهم مليارَي إنسان وسيجعلهم يدفعون الثمن غالياً،كي لا يستخف المسؤولون السويديون بنا و يستسهلوا ردود أفعالنا و يعتبروا الموضوع مجرد (حرية تعبير!!) وعملاً بسيطاً يقوم به سفلتهم و أوباشهم وطائشوهم، دون أن يترتب عليه ضرر لهم.
ختاما؛
على السويد أن تعلم أن للقرآن الكريم أمة تحميه وأن حرقه لن يمر دون عقاب مزلزل وأن المسلم لايهون عليه أن يرى كلام الله يحرقه السفلة و الملحدون ، وسيأتيهم الإنتقام في عقر دارهم من حيث لايحتسبون.وإن النار التي يضرمونها لحرق مصحفنا تكوي قلوبنا ولكنها ستحرق أصابع نظام الحكم في السويد و مصالحه الاقتصادية، عاجلا أم آجلاً.
{ولَتعلمُنّ نبأه بعد حين}
بقلم الدكتور رعد جبارة
باحث سياسي ودبلوماسي سابق
المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، وإنما تعبر عن رأي أصحابها.