وقالت الوزارة ان مساحة المناطق الملوثة بالمخلفات الحربية في البلاد تبلغ نحو 2100 كيلومتر مربع.
وبينت الوزارة أن محافظة البصرة هي أكثر المحافظات العراقية تضرراً مع احتوائها على نصف المساحة الكلية الملوثة بالألغام في العراق.
وباشرت دائرة شؤون الألغام في وزارة البيئة، بالتعاون مع الجهات الأمنية، اليوم الاحد، حملة تطهير من الألغام والمخلفات الحربية شملت مساحة تبلغ 500 كيلومتر مربع في مناطق متفرقة من البلاد.
وقال مدير الدائرة صباح حسن الحسيني إن “عملية رفع الألغام تتم بالإشراف من الجهد الهندسي في وزارتي الداخلية والدفاع، وكذلك الحشد الشعبي”.
المحافظات الأكثر تضرراً
مبينا، ان “هناك 2100 كيلومتر مربع من المساحات الملوثة في عموم البلاد، 1100 كيلومتر مربع منها تقع في محافظة البصرة التي تعد من أكثر المناطق الملوثة بالألغام في العالم، تليها محافظة ديالى وتحديدا عند منفذ زرباطية، فضلا عن الأشرطة الحدودية الأخرى”.
ولفت الحسيني إلى أن هناك جهودا كبيرة تبذل لتطهير جميع المناطق الملوثة وإعلان البلاد خالية من الألغام لاسيما بعد إطلاق الستراتيجية الوطنية لشؤون الألغام من 2022 ولغاية 2028 التي تهدف لتقليص المساحات الملوثة.
الاتفاقيات الدولية
وأشار إلى قيام الدائرة بتفعيل الاتفاقيات المبرمة في مجال الألغام، ومنها اتفاقية (أوتاوا) و(اتفاقية حظر الذخائر العنقودية ccw ) الدولية، لكونها تسهم بشكل كبير في تطوير البرامج المتعلقة بشؤون الألغام والوصول إلى مناطق خالية منها.
وتابع أن المساحات الملوثة بلغت أكثر من ستة آلاف كيلومتر مربع لغاية العام 2003، لكن تم تطهير نسبة 57 بالمئة منها بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية.
وتشير الإحصاءات العراقية الرسمية إلى أن المساحة الكلية للعراق هي 438,446 كم2.
إحصائيات سابقة
وبحسب تصريحات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في شهر نيسان/ابريل الماضي، فإن محافظة البصرة، جنوبي العراق، هي واحدة من أكثر مدن العالم تلوثا بالألغام.
وقالت اللجنة إن “معدل التلوث في البصرة يصل إلى 1200 كيلومتر مربع”، وتشمل الذخائر الخطرة الموجودة في المحافظة “الألغام الأرضية والذخائر العنقودية وغيرها من مخلفات الحرب”.
ويعود تاريخ معظم حقول الألغام المعروفة في البصرة إلى الحرب التي شنها النظام البعث الديكتاتوري برئاسة المقبور صدام وبإيعاز من واشنطن على الجمهورية الاسلامية الايرانية في الايام الأولى لأنتصار الثورة الإسلامية، حيث استمر العدوان البعثي الصدامي من سنة 1980 الى 1988، وهذا ما أقرت به المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق، هبة عدنان.
تطهير نصف الأراضي الملوثة
لكن وفقا لعدنان فإن العراق تمكن من تطهير “أكثر من خمسين في المئة”، من الأراضي التي كانت ملوثة بالألغام.
لكنها عادت وأكدت أن “معالجة مشكلة تلوث الأسلحة في العراق تتطلب موارد هائلة وجهوداً منسقة لجمع المعلومات عن التلوث وآثار الأسلحة المتفجرة وتعزيز إزالة الألغام وزيادة التوعية بالمخاطر، بالإضافة إلى تقديم المساعدة للضحايا”.
وأضافت أن “المحافظات التي شهدت دخول الإرهاب وحرب القضاء عليه ما بين أعوام 2014-2017 تعتبر من المناطق الملوثة بالأسلحة والمخلفات الحربية” مثل المدينة القديمة في الموصل وصلاح الدين وكركوك”.
وكشفت اللجنة عن هذه الأرقام بمناسبة حملة أطلقتها بالتزامن مع اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام الذي يوافق الرابع من أبريل في كل عام.
مشكلة معقدة
وتقول مجلة فورين بوليسي في تقرير مؤخراًـ إن تطهير ما مساحته ملعب كرة قدم واحد تقريبا قد تستغرق أشهرا في العراق، خاصة في ظل الميزانيات الضعيفة المرصودة لرفع الألغام.
وتضيف أن القذائف غير المنفجرة وحقول الألغام من الحروب السابقة، جعلت العراق واحدا من أكثر بلدان العالم تناثرا في المتفجرات.
وتشبه انتشار حقول المتفجرات بأنها “مثل الرماد الناتج عن ثوران بركاني”، حيث “تتناثر المتفجرات في مساحات شاسعة من البلاد”.
أضرار كبيرة
ولا تكمن مشكلة استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان في قدرتها على قتل السكان وإصابتهم وتهجيرهم فحسب، بل إن تصميمها المرتجل واستخدامها غير الدقيق يعني فشل العديد منها في الانفجار عند الاصطدام. ويمكن أن يهدد هذا المدنيين بعد سنوات من انتهاء الصراع، وفقا للمجلة.
كما يعيق وجود المتفجرات التنمية الاقتصادية وعودة اللاجئين والوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها من الخدمات الأساسية.
ويوجد أكثر من ربع التلوث بالذخائر المتفجرة في المناطق الزراعية، مما يمنع المزارعين من استخدام الأرض أو كسب لقمة العيش.
ويوجد 20 بالمئة منها قرب أو في البنية التحتية، مما يعبق جهود إعادة الإعمار ومحاولات تحريك الاقتصاد.
وتقول المجلة إن هذا يترك البلد معطلا، والناس غاضبة، “مما يخلق نقاط اشتعال لمزيد من القتال وربما زرع المزيد من الألغام مستقبلا”.
وتقول المجلة إن العدد الإجمالي لضحايا الألغام ليس واضحا، على الرغم من أن الباحثين قدروا عدد القتلى بأكثر من 10,000 حالة وفاة وحوالي 24,000 شخص أصيبوا على مدى العقدين الماضيين.
المصدر: الصباح+السومرية نيوز