وعبر دمج ما يقرب من 90 ألف صورة للشمس من زوايا متعددة، قام المصوران أندرو مكارثي وجيسون جينزل بتكوين الصورة التي أطلقا عليها اسم Fusion of Helios أو “اندماج هيليوس” الذي يعرض الهالة الشمسية غير المرئية عادة، عبر إبراز السطح الملتف للشمس في مشهد أشبه ما يكون بطبقة الزغب التي تغطي كرة التنس.
والاندماج المشار إليه هو عبارة عن عملية تفاعل تندمج على إثرها نواتان ذريتان خفيفتان لتُكوّنا نواة ذرية واحدة أثقل وزنًا، ويصاحب هذه العملية انبعاث كميات هائلة من الطاقة.
وتحدث تفاعلات الاندماج عندما تكون المواد في حالة تُسمى حالة البلازما، وهي حالة تتخذ المادة فيها شكل غاز ساخن مشحون مكوَّن من أيونات موجبة وإلكترونات طليقة، وتتسم بخصائص فريدة تميّزها عن الحالات الصلبة والسائلة والغازية.
ولكي يقع الاندماج في قلب الشمس التي تشرق على كوكبنا، يتطلب الأمر تصادم النويات بعضها ببعض في درجات حرارة عالية جدًّا تتجاوز عشرة ملايين درجة مئوية تُمكّنها من التغلب على التنافر الكهربائي فيما بينها.
فإذا تغلبت النويات على هذا التنافر وصارت المسافات بينها قريبة للغاية، تبلغ قوة التجاذب النووي بينها مستوى يفوق التنافر الكهربائي بما يتيح لها أن تندمج معًا.
ولكي يتم ذلك، يجب احتواء النويات داخل حيز صغير لزيادة فرص التصادم. وتتحقق الظروف اللازمة لعملية الاندماج في قلب الشمس بسبب مستوى الضغط البالغ الارتفاع الذي ينتج عن جاذبية الشمس الهائلة.
وفي حديثه لمجلة (لايف ساينس) العلمية قال المصور أندرو مكارثي “أردنا دفع التصوير الفلكي إلى آفاق علمية وفنية أوسع بكثير عن ذي قبل من خلال إنشاء صورة فائقة الدقة لشمسنا بطريقة تخالف القواعد التقليدية المتبعة في الماضي. بمعنى آخر، أردنا إنشاء فسيفساء كاملة للشمس”.
وأضاف مكارثي “كان أحد التحديات هو الحصول على صور لكل من الهالة، والجزء الخارجي من الغلاف الجوي للشمس، والكروموسفير، وهي طبقة رقيقة من البلازما تقع بين الهالة والسطح المرئي للشمس (الفوتوسفير). ولا يمكن رؤية هذه الأجزاء من الشمس إلا في ظل ظروف معينة”.
وفي الوقت الحالي، يعمل الباحثون على تفسير كيفية ارتباط ديناميكيات المجال المغناطيسي للشمس بالعمليات التي تحدث في أعماق الشمس، لمساعدة العلماء على التنبؤ بالانفجارات الشمسية.