وإن الشيخ محمد رفعت ولد العام 1882 للميلاد في القاهرة لأسرة تهتم بالقرآن الكريم وأصيب في الثانية من عمره بمرض فقد على أثره البصر ولكن ذلك لم يحول دون نجاحه بل التحق بالمدرسة القرآنية وحفظ المصحف وأجاد تلاوته حتى أصبح من أشهر القراء في العالم.
وفي عام 1934 للميلاد، عندما تم إنشاء أول إذاعة سلكية في مصر، دعا العديد من المسؤولين "الشيخ محمد رفعت" الذي كان يتمتع بسمعة وطنية، للتلاوة على الراديو.
وتزامنت تلاوة الشيخ محمد رفعت على الإذاعة مع افتتاح الإذاعة في مصر حيث أصبحت تلاوة الشيخ رفعت لسورة "الفتح" المباركة فتح في يوم 29 دسامبر 1934 للميلاد، مشهورة وخالدة.
وبثت تلاوة الشيخ رفعت على الراديو وسُمع صوته من قبل كل أبناء مصر وحتى خارج البلاد، وبما أن تلاوة الشيخ رفعت كان لها نهج عاطفي، فقد حظيت باهتمام بالغ من مختلف شرائح الناس واكتسبت مكانة عالمية.
وأثناء الحرب العالمية الثانية كانت بعض الإذاعات الأوروبية تبثّ تلاوة الشيخ رفعت وهذا سبّب أحداث مهمة منها إسلام طيار كندي بعد استماعه تلاوة الشيخ رفعت حيث تأثر كثيراً بتلاوة الشيخ وطلب من رفاقه مصحفاً.
وبدأ الطيار يقرأ حول الإسلام حتى تشوق إليه كثيراً، الأمر الذي جعله يقصد مصر ويزور الشيخ محمد رفعت ويُعلن إسلامه ثم يغير اسمه إلى تسمية إسلامية.
وعلى الرغم من جمال صوته ليس هناك الكثير من مخزون تسجيلات الشيخ محمد رفعت لأن تلاوته للقرآن كانت تُبث عبر الإذاعة مباشرة ودون تسجيل ولكن هناك من قام بتسجيلها بصفة شخصية و هي التلاوات التي توجد الآن لدينا.
وأصابت حنجرة الشيخ محمد رفعت في عام 1943م زغطة أو فواق تقطع عليه تلاوته، فتوقف عن القراءة. وقد سبب الزغطة ورمٌ في حنجرته يُعتقد أنه سرطان الحنجرة وفارق الشيخ الحياة في 9 مايو عام 1950م وكان حلمه أن يُدفن بجوار مسجد السيدة نفيسة سلام الله عليها.