وينتشر مشروب السوبيا في عدد من دول الوطن العربي، بينما دول عربية عديدة لا يدخل ضمن قائمة مشروباتها في شهر رمضان، وهو من المشروبات القديمة، وتختلف طريقة تحضيره من دولة إلى أخرى.

ويصنع شراب السوبيا من مكونات الشعير، أو الخبز الجاف، أو الشوفان، أو الزبيب، والتي يضاف لها بعد تصفيتها مقادير من السكر وحب الهيل والقرفة تخلط بمقادير متناسبة، ثم يضاف له الثلج للتبريد.

ويعرض بألوان متعددة الأبيض وهو لون الشعير، والأحمر مضاف له نكهة الفراولة، والبني مضاف له التمر الهندي، وينصح بتناوله خلال يومين أو ثلاثة لأنه يفقد قيمته الغذائية بعد ذلك. ويعتبر من المشروبات المرطبة بشكل عام. ويوجد طرق أخرى لإعداده تعتمد على اللبن والفانيليا، وهي الطريقة الأكثر شيوعًا في مصر.

أما في السعودية وباقي دول الخليج الفارسي، فإنه يصنع من الشعير أو الزبيب أو من بقايا الخبز المصنوع من الدقيق الأبيض، ينقعونه في الماء يوما أو ليلة، أو أكثر من ذلك بقليل، ثم يصفونه، ثم يحلونه بالسكر، وقد يضيفون إليه قليلا من القرفة.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية، فالسوبيا مشروب حجازي الأصل، وانتشر بعد ذلك إلى أماكن أخرى في المنطقة.

وأشارت إلى أن عائلات بعينها امتهنت صناعة السوبيا في نواحي الحجاز على مدى عقود، وأصبحت هذه الأسماء أشبه بماركة مسجلة يتم بيعها في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والطائف وغيرها.

وأشارت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية إلى أن هناك نسبة ضئيلة من الإيثانول (الكحول) تنتج عن عملية التخمر الذاتي للعصائر والمشروبات، وهي تفاعلات كيميائية طبيعية مع السكر المضاف.

فوائد ومحاذير

وفي سياق تعليقه على فوائد مشروب السوبيا، يقول خبير الصحة الدكتور مصطفى جاويش: “يحتوي مشروب السوبيا على الكثير من المواد الغذائية اللازمة لمنح الجسم الطاقة والحيوية التي يفقدها خلال ساعات الصيام، وتتنوع القيمة الغذائية لمشروب السوبيا حسب نوعية المواد التي يصنع منها، والتي تختلف من مكان لآخر”.

وأضاف: “قد يتم صنع المشروب من الشعير الجاف، أو من الأرز والنشا، في حين يعتبر اللبن والسكر من المكونات الأساسية، وتضاف محسنات الطعم الطبيعية مثل جوز الهند والزبيب”.

وعن فوائد السوبيا يقول خبير الصحة: “له قيمة غذائية عالية لاحتوائه على الألياف الغذائية ولذلك فهو يساعد على الهضم فضلا عن أنه يساهم في التخلص من الإمساك، كذلك يحتوي على الكثير من الفيتامينات والبروتينات والدهون اللازمة لإمداد الجسم بالطاقة، بالإضافة إلى أنه غني بالأملاح المعدنية مثل الكالسيوم والفوسفور، والمغنسيوم، والتي تعمل على تقوية جهاز المناعة، ولكن يجب تجنب الإكثار من شربه بالنسبة لمرضى السكري نظرا لنسبة السكريات المرتفعة به”.

ويحذر جاويش من ترك مشروب السوبيا لمدة طويلة خارج الثلاجة حتى لا يتم تخمر مكوناته، ويصبح الطعم لاذعا، وتتغير الرائحة ويصبح في تلك الحالة خمرا ومحرم شربه.

كما ينصح بتحضيره في المنزل، من مكوناته الطبيعية الطازجة المعروفة، حيث أن بعض أنواع المسحوق المتداول في الأسواق لا تحتوي غالبا على المكونات الغذائية ويتم التركيز فيه على زيادة السكريات والمواد الحافظة والألوان الصناعية الضارة.

إقبال مميز في شهر رمضان

أما عبد الله الذي يعمل بأحد أشهر محلات الأعشاب، وهي الأشهر في مجال بيع المشروبات الرمضانية سواء السوبيا أو التمر الهندي وخلافها، فقال لـ”عربي21 لايت” إن المحل لديه يبيع السوبيا الناعمة أو المسحوق بمكوناتها المختلفة والمتعارف عليها في مصر، سواء من الأرز أو الشعير أو جوز الهند.

وأشار إلى نوع آخر من السوبيا حيث يتم عمله على هيئة أطباق تؤكل ولا تشرب حسب قوله، وهو المشهور في عدد من المحلات بمصر.

وأضاف عبد الله أن هنالك إقبالا كبيرا على السوبيا في شهر رمضان بنكهاته المختلفة، مؤكدا أنه يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع، وينشط الدورة الدموية، ومفيد للكلى، بحسب تعبيره.